أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن عثمان طرطاق الذي تمت مراسم تنصيبه في منصبه الجديد خلفا لمحمد مدين، لواء متقاعد كان يشغل إلى يوم الأحد 13 غشت، منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية "وسبق أن تقلد مسؤوليات عليا في مصالح الاستخبارات والأمن". وكان الجنرال المتقاعد بشير طرطاق يشغل منصب مستشار للشؤون العسكرية في رئاسة الجمهورية، بعد عودته الى الواجهة على إثر إقالته من على رأس جهاز الأمن الداخلي، وذلك في إطار سلسلة إقالات لكبار العسكريين جرت عام 2014، أثارت بدورها تساؤلات عدة، خاصة وأنها جاءت في إطار جو من الصراع الذي كان دائرا آنذاك حول الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي كانت معالمها قد بدأت ترتسم، عندما خرج عمار سعداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) فاتحاً النار على قائد جهاز الإستخبارات القوي الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق، متهما إياه بمعارضة مشروع الولاية الرابعة للرئيس بوتفليقة. خروج تكتيكي وعندما أبعد بشير طرطاق رفقة جنرالات آخرين مثل جبار مهنة ورشيد علالي المعروف باسم عطافي، فسر ذلك على أنه إضعاف للجنرال توفيق، بالتخلص من رجاله واحدا واحدا، ورغم أن الكثير من الصحف والمحللين ذهبوا الى حد التنبؤ بأن إقالة الجنرال توفيق أصبحت قاب قوسين أو أدنى، الا أن ذلك لم يحدث وبقي الفريق مدين في موقعه، حتى وإن كان أنصار الولاية الرابعة قد تمكنوا من فرضها. وعندما تم تعيين طرطاق في رئاسة الجمهورية في سبتمبر 2014، راح الكثير من المحللين يحاولون ربط الأمر بالصراع القديم الجديد الحقيقي او الوهمي بين الرئاسة والإستخبارات، مؤكدين على أن استقدام طرطاق هو مقدمة لإبعاد الجنرال توفيق من على رأس جهاز الإستخبارات، بدعوى ان الجنرال توفيق والجنرال طرطاق على خلاف. خريج مدرسة "الكيحيبي" اللواء عثمان طرطاق المعروف أيضا باسم الجنرال بشير طرطاق من مواليد 1950 بمدينة العلمة بولاية سطيف، حاصل على شهادة ليسانس في الاقتصاد، يتقن العربية والفرنسية، دخل مدرسة "الكيجيبي" العسكرية "دفعة السجاد الأحمر" بموسكو بالاتحاد السوفياتي، سابقا، حيث تلقى تكوينا عسكريا مختصا في مجال الاستخبارات. في سنة 1990 تم تعيين طرطاق في تندوف في المنطقة العسكرية الثالثة، قبل أن يلتحق بجهاز المخابرات كمسؤول على جهاز الأمن الداخلي وهو شريان مصلحة الأمن والاستعلامات، حيث أصبح الرجل الثاني في الجهاز، وقد تم إحالته على التقاعد في يوليو 2014، قبل أن يتم استدعاءه مرة أخرى إلى قصر المرادية ليشغل منصب مستشار، ثم تعيينه يوم الأحد 13 غشت رئيسا جديدا لقسم الاستخبارات والأمن خلفا للفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد. جنرال قاس حسب موقع "بوابة الشروق" الجزائرية فإن الجنرال طرطاق "يمتلك خبرة في قيادة العمليات ذات المخاطر العالية"، ووصفته بأنه "من مهندسي انتصار الجيش على الجماعات الإرهابية في سنوات التسعينات"، وتحدثت عن ذيوع "صيت سمعته المتميز بالقسوة عندما كان مسؤولا عن المركز الإقليمي للبحث والتحري ببن عكنون بالجزائر العاصمة، وتناسقا مع رفضه لأي تفاوض مع الإرهابيين". وحسب شهادة أحد المحامين الجزائريين على قناة "بي بي سي" بالعربية، فإن الجنرال طرطاق كان يشرف بنفسه على تعذيب المعتقلين مستعملا جهاز "الشينيول" (آلة الثقب الكهربائية) لإجبارهم لتعذيبهم. وفي شهادة لضباط المخابرات الجزايري المنشق العقيد سمراوي، فإن الجنرال طرطاق كان بمثابة "وحش"، ويضيف بأنه كان يأمر عناصر فرقته في العشرية الدموية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، بمجرد أن يلقوا القبض على أي إسلامي خطير يقضوا عليه باصطناع أي حجة كالدفاع عن النفس، أو محاولة الهروب من طرف الموقوف أو اختلاق أية ذريعة من الذرائع. استرتيجية أمنية جديدة ونسب الموقع الجزائري إلى مصادره أن تعيين طرطاق كرئيس جديد للمخابرات الجزائرية الهدف منه هو "وضع إستراتيجية أمنية لمحاربة التنظيمات الإرهابية وفق منظور جديد وخطة متعايشة مع التطورات الإقليمية، خاصة مع ظهور ما يسمى بتنظيم (داعش) والوضع المتوتر في عدد من دول الجوار كليبيا وتونس ومالي".