جاؤوا إلى شاطئ "الأوداية"، بالرباط، يلبسون أقمصة حمراء وسراويل زرقاء واستلقوا فوق رمال الشاطئ في وضعية شبيهة بوضعية الطفل السوري "آيلان الكردي" الذي لفظه البحر على رمال شاطئ "بودروم"، جنوب غرب تركيا، بعدما غرق المركب الذي كان يقله صحبة أخيه الأكبر "غالب"، البالغ من العمر خمس سنوات، ووالدتهما ريحانة، البالغة من العمر28 عاما. الممثلة لطيفة أحرار، وهي إحدى المبادرات للدعوة من أجل تنظيم التظاهرة، قالت أنها اختارت صحبة رفاقها تنظيم هذا الشكل الإنساني للتعبير عن تضامنها مع مآساة السوريين الذين اضطرتهم ظروف الحرب للهرب نحو أوروبا. أحرار قالت أن البحر الأبيض المتوسط كان حوضا للقاء الحضارات والثقافات ووجب أن يبقى كذلك. من جهته قال المخرج المسرحي محمد الحر أن حضورهم لشاطئ الرباط هدفه "أن نقول أن الفاجعة ليست بعيدة عنا وأن مايحدث للسوريين يمكن أن يحدث لنا أو لأبنائنا وأن السكوت عن هذه المآساة هو خيانة للإنسانية فينا". طارق ربح، مدير دار الثقافة ببني ملال دعا في تصريحه الى فتح الحدود المغربية واستقبال اللاجئين السوريين للتخفيف من معاناتهم. أما المغنية سعيدة فكري فصرحت ل"لكم" أنه من المهم إرسال هذه الرسالة المغربية من الضفة الجنوبية للمتوسط حتى يستشعر العالم ضرورة التحرك لوضع هذه لما يعيشه الشعب السوري. عشرات الممثلين والمغنين والاعلاميين حضروا هذا الشكل التضامني الذي فاجئ عدد من المصطافين الذين بدأوا في طرح السؤال عن طبيعة الحضور والمبتغى من عملية الاستلقاء الجماعية أمام الشاطئ. يشار أن الطفل "آيلان" قد وري الثرى إلى في مقبرة الشهداء مع أخيه ووالدته في "عين العرب"، المدينة الحدودية مع تركيا، والتي فروا منها أحياء بسبب الحرب ليرجعوا لها جثثا هامدة.