كرست نتائج انتخابات الغرف المهنية عودة جل الوجوه القديمة إلى تدبير الشأن المهني، إذ حافظ آل بودلال وآل قيوح في سوس على مقاعدهم، وفي كلميم واد نون استمر حزب الوردة والحمامة في اقتناص الأصوات وحصدوا مواقع أفضل. ولم تظفر العدالة والتنمية بأي مقعد في عدد من الدوائر الانتخابية (سيدي إفني نموذجا)، مقابل احتلالها لمراكز أخيرة في الترتيب بدوائر أكاديروتارودانت اشتوكة أيت باها، فضلا عن تيزنيت (مقعد واحد) أمام كبار الناخبين ذوي الجاه والنفوذ والمال والأعمال. وعلى صعيد عمالة انزكان أيت ملول لوحدها، تقدم البيجيدي في نتائج الصناعة التقليدية ، حيث فاز ب 6 مقاعد متبوعا بكل من حزب الاستقلال ب 5 مقاعد والاتحاد الدستوري ب 3 مقاعد وحزب التقدم والاشتراكية ب 3 مقاعد. وفي دائرتي الموت بسوس ماسة، باحمر لكلالشة (تارودانت) اندحر البامي كبور الماسي أمام الاستقلالي عزيز قيوح، بعد أن حصد 980 صوتا مقابل 783 صوتا لغريمه الأول. ضربات البام، لم تتوقف، فقد خسر القيادي محمد أبو الرحيم (رئيس المجلس الجهوي للأصالة والمعاصرةبسوس ماسة درعة ) مقعده بالغرفة الفلاحية أولاد برحيل أمام منافسه الاستقلالي مولاي ادريس الصالحي . وهو نفس المصير الذي لاقاه البرلماني الاستقلالي سعيد كرم أمام ابن الأسرة التجمعي جمال كرم، بعدما خسر تيار الأول أمامه في دائرتين انتخابيتين باشتوكة أيت باها. واندحر التجمعي السابق والاستقلالي الترشيح محمد (الذي غير جلده السياسي أمس نحو البام)، إثر ترشحه في صنف الصناعة بعمالة إنزكان أيت ملول، ليعمق جراح الاستقلال في عدم حصولهم على أي مقعد من المقاعد السبعة المخصصة لهاته الفئة. أما التجمعي حميد جريد (عضو مجلس جهة سوس ماسة درعة) المسنود من آل بودلال، فقد خسر في انتخابات الغرفة الفلاحية بدائرة أهل الرمل (تارودانت) أمام عز الدين خشان مرشح الميزان بفارق لا يتعدى أربعة أصوات. وهي المرة الثانية التي يخسر فيها جريد هذه الإنتخابات بعد خسارته أمام العربي سديد في انتخابات الغرف عام 2009. من مفاجئات اقتراع 7 غشت، تلك التي نالها مرشح ”البيجيدي” بدائرة الخنافيف لانتخابات الغرفة الفلاحية لتارودانت، بعد فوزه بفارق صوت واحد على مرشح حزب البام يوسف الجبهة الذي كان مرشحا للفوز بهذه الدائرة، وفق التوقعات، وسط منافسة الاستقلالي حسن زعفان المسنود من قبل آل قيوح. أما بجهة كلميم واد نون، فقد زكت نفس الأحزاب مواقعها، وبخلاف مدن أخرى فلم يكن للمستقلين أي موقع، كما أن الأحزاب الصغيرة اختفت. وفي تعليقه على النتائج، قال علي شاحور، ناشط حقوقي بالمنطقة لموقع "لكم2"، إن "الأحزاب الكبيرة حافظت على مكانتها و تواجدها سواء من خلال الترشيحات أو من حصاد المقاعد، ليتأكد مرة أخرى أن الاتحاد الاشتراكي بزعامة عبد الوهاب بلفقيه خاض حربا في كل المواقع بكل مواقع الغرف وكان حصاده أقوى من كل الأحزاب السياسية". وأهم ما يسجل على هاته الانتخابات، يضيف شاحور، " التعامل الحذر لحزب التجمع الوطني للأحرار مع انتخابات الغرف ، حيث أنه لم يعرها الاهتمام الكبير، وهو ما يؤشر على أن هناك خطة لحزب الحمامة لمعرفة تحضيرات منافسيه أو لعدم رغبته في كشف كل الأوراق منذ البداية تفاديا لاصطدام مبكر مع المنافسين". وبحسب شاحور، فبينما حافظت أحزاب الجرار والميزان والكتاب على مواقعها، تبث أن قوة المال وتأثير بعض الاشخاص لازال فاعلا في الحقل الانتخابي، ولم يسجل أي تغيير، في الوقت الذي بدا فيه عدد غير يسير من الناخبين المهنيين غير مهتمين و غير مقتنعين بدور الغرف، هو ما تعكسه نسب المشاركة رغم كل المساعي التي باشرتها وزارة الداخلية للرفع من نسب المشاركة" بحسب تعبيره. ومن أكبر المفاجآت، سقوط احد اقدم المنتخبين بالغرف الفلاحية بالمغرب و الذي كان عضوا في كل الغرف الفلاحية منذ نشأتها بالمغرب. و يتعلق الامر بأقدم رئيس جماعة بالمغرب محمد أبو الحقوق الذي خسر أمام شاب من مواليد 1988 بلا خبرة ولا مراس وتجربة سياسيين وبفارق هام من الأصوات.