قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، إن حماس حققت انتصارا كبيرا بإبرامها صفقة الهدنة مع إسرائيل تحت رعاية أمريكية، معتبرا أن التكاليف الكبيرة لهذه الصفقة، بالنسبة لإسرائيل، في طريقها إلى الظهور. وكتب بولتون، في مقال نشره على صحيفة "تلغراف" البريطانية "رغم أن إطلاق سراح ضحايا السابع من أكتوبر أمر جدير بالثناء، إلا أن هناك طرقاً صحيحة وأخرى خاطئة للقيام بذلك. هناك تكاليف وكذلك فوائد. وهنا حققت حماس انتصارا كبيرا". وشكك بولتون في أهمية الصفقة بالنسبة لإسرائيل قائلا: "يظل من غير الواضح ما إذا كانت الصفقة تشكل سابقة سلبية نهائية بالنسبة لإسرائيل، ولكنها تلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت ستحقق هدفها المشروع المتمثل في القضاء على التهديد الإرهابي الذي تشكله حماس". واعتبر بولتون أن "المشكلة العسكرية الحرجة التي تواجهها إسرائيل هي الفرص التي ستضيعها إذا أوقفت هجومها الناجح على نحو متزايد في منتصف الطريق". وحذر بولتون من كون أن "الخطر السياسي الحاسم الذي تواجهه إسرائيل هو تقويض تصميمها على القضاء على حماس. والأمر الأكثر خطورة هو قوة الدعم الأمريكي، الذي بدأ يضعف بالفعل"، مشيرا إلى أن "دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن الخطابي القوي لإسرائيل في البداية بدأت عزيمته تتقلص يوميًا تحت هجوم الجناح اليساري المؤيد للفلسطينيين داخل الحزب الديمقراطي. وستزداد مشاكله حدة مع تطور الحملة الرئاسية لعام 2024". Israel's attempt to secure the release of Hamas' hostages is commendable, but there has to be a more strategic approach. The terms of the exchange lay in the hands of terrorism. With each day of the pause, Hamas prepares for their next attack through undisclosed tunnels, and... — John Bolton (@AmbJohnBolton) November 24, 2023 واعتبر بولتون أن "الاتفاق معيب بشكل قاتل في العديد من النواحي، حتى لو تم تنفيذه على نحو لا تشوبه شائبة (وهو ما لم يحدث). ومن المقرر أن تطلق حماس سراح 50 من ضحايا الإرهاب، وسوف تطلق إسرائيل سراح 150 متهماً أو مجرماً مداناً، وهي نسبة عكس ما ينبغي لنا أن نعتبره متحضراً"! وأضاف بولتون، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، أن "إحدى الحجج الحاسمة لهذه الصفقة الآن هي إزالة الرهائن من الخطر، لكنها لا تفعل شيئًا لأولئك الذين تركوا وراءهم"، في إشارة إلى الأسرى الآخرين لدى "حماس"، وأغلبهم من جنود الإحتلال الذين يعتبرون أسرى حرب، لم تشملهم الصقفة. وفي ما قال بولتون، المعروف أيضا بمواقفه اليمينة المتطرفة، إن فترة الهدنة ستمكن جيش الإحتلال من التحضير للمرحلة التالية من الأعمال العدائية، إلا أنه اعتبر أن رجال المقاومة هم المستفيدون الحقيقيون من وقف الأعمال العدائية بعد تعرضهم "لأضرار كبيرة"، على حد زعمه. وادعى أن استراتيجية حماس تلخص في "اتخاذ أي وقفة مؤقتة، مهما كانت قصيرة، ومهما كان مبررها، وتمديدها إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقد لا يحدث ذلك من المحاولة الأولى، لكن الضغط على إسرائيل لحملها على الاستسلام سوف يتزايد". وزاد بولتون محذرا من كون حماس سوف تستغل فترة التوقف لإخراج مقاتليها من موقف صعب، زاعما بأنهم سوف يتسللون إلى مصر وإسرائيل من خلال أنفاق غير مكتشفة، وإعداد جنوبغزة للهجوم الإسرائيلي التالي، متسائلا عن "عدد الجنود الإسرائيليين الذين سيموتون بسبب فرصة حماس لنصب أفخاخ إضافية وتعزيز نفسها؟". وانتقد بولتون مواقفة واشنطن وتل أبيب، في بنود الإتفاق، على "تعليق المراقبة الجوية لغزة لمدة ست ساعات يوميا خلال فترة التوقف. وقد يكون هذا التنازل أكثر أهمية من التهدئة نفسها لأنه يحرم إسرائيل من المعلومات حول أنشطة حماس. وقد وافقت إسرائيل على أن تكون "غافلة عن غزة" خلال هذه الفترات الزمنية الملائمة للإرهاب"، على حد إدعائه. كما انتقد بولتون شروط مراقبة المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى غزة بموجب إتفاق الهدنة، مدعيا أن حجما كبيرا منها ستقع في أيدي حماس.