عزل مجلس النواب الأميركي الثلاثاء رئيسه الجمهوري كيفن ماكارثي في سابقة في تاريخ الولاياتالمتحدة تجسّد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري. وللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً، مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار «منصب رئيس مجلس النواب شاغراً»، في خطوة تشرّع الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة ماكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية. وجاءت الإطاحة بمكارثي من منصبه وذلك بسبب دوره في تمرير مشروع قانون لتفادي الإغلاق المؤقت.فيما سيعمل الجمهوري باتريك ماكهنري رئيساً مؤقتاً للمجلس لحين انتخاب رئيس جديد. وفشل مكارثي في إحباط تصويت أولي يهدف إلى إطاحته، لقي تأييداً من 218 نائباً له، منهم 11 جمهورياً، مقابل دعم 208 من حزبه؛ وذلك بسبب دوره في تمرير مشروع قانون لتفادي الإغلاق المؤقت. وتسبب تمرير مشروع القانون في انقسام داخل صفوف الحزب الجمهوري، فأعلن النائب مات غايتس عن قراره المضي قدماً بمساعي العزل الذي حصل مرة واحدة فقط في الولاياتالمتحدة منذ 100 عام. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة التي يصوت فيها المشرعون في مجلس النواب على إقالة زعيمهم. ولم يظهر خليفة واضح للرجل الذي وصل إلى مقعد الرئاسة، بعد 15 جلسة تصويت ماراثونية في مجلس النواب بسبب عرقلة غايتس. وجاءت خطوة غايتس الذي سمح صوته الحاسم بوصول مكارثي إلى رئاسة المجلس، ليصبح بعدها شوكة في خاصرة رئيس المجلس الذي سارع بعد طرح مشروع عزله إلى التغريد: «لنفعل هذا». وانضم نحو 11 جمهورياً إلى الديمقراطيين في المجلس للسماح بمواصلة التحدي. وقال مكارثي (58 عاماً) للصحفيين قبل التصويت: «سنرى ما سيحدث». لكن الديمقراطيون قرروا عدم التصويت لحماية مكارثي، على الرغم من مساعي الجمهوريين الداعمين له لإقناعهم بالتصويت لمصلحته، بحجة أنه تعاون معهم لإقرار مشروع التمويل المؤقت للمرافق الفيدرالية. وقال أنصار مكارثي، بما في ذلك بعض المحافظين الأكثر صوتاً في المجلس، إنه نجح في الحد من الإنفاق، وتعزيز أولويات المحافظين الأخرى على الرغم من سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ. وحذروا من أن مكاسبهم ستكون في خطر إذا عزلوا زعيمهم وسيتسببون في فراغ تشريعي. وقال النائب الجمهوري توم كول متحدثاً إلى زملائه: «فكروا طويلاً قبل أن تغرقونا في الفوضى، لأن هذا هو ما نتجه إليه». وقال بعض الجمهوريين: إن عليهم التركيز على التشريع، بدلا من الاقتتال الداخلي. من جهته، قال النائب الجمهوري المعارض لمكارثي، بوب جود: «نحن بحاجة إلى رئيس يناضل من أجل شيء ما، أي شيء، بخلاف البقاء في منصب رئيس البرلمان».