مشرع بلقصيري.. توقيف شخص بحوزته 922 قرصا مخدرا من بينها 522 قرص مهلوس من نوع "إكستازي" و400 قرص مخدر من نوع "ريفوتريل"    أخنوش: الحكومة تواصل تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية إصلاح التعليم بمسؤولية    الناظور.. الأمن يوقف شخصين يشتبه في تورطهما في ترويج المخدرات وتنظيم الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والاختطاف والاحتجاز والنصب والاحتيال    المهرجان الدولي للسينما بدبلن يحتفي بالسينما المغربية    عبور البضائع بين الناظور ومليلية بلا موعد جديد بعد مرور 16 يومًا على أول عملية    اتحاد طنجة ينفي يوجد تزوير في مستحقات لاعبه السابق يوسف بنعلي    أزمة قانونية تتسبب في توقيف عملية التصويت على تعديلات قانون الإضراب بمجلس المستشارين    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الإنخفاض    بوريطة يجدد التأكيد على الموقف الثابت للمملكة في دعمها لمجلس القيادة الرئاسي كسلطة شرعية في الجمهورية اليمنية    وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني يؤكد حرص حكومة بلاده على تحقيق السلام في البلاد    مؤجلا الجولة 19 من الدوري الاحترافي الأول .. نهضة بركان يسرع خطاه نحو التتويج الأول والرجاء يواصل نزيف النقط    "اختراق إسرائيلي" يستهدف "واتساب"    وقفات بالمدن المغربية تضامنا مع الفلسطينيين ومواطنون يؤدون صلاة الغائب على قادة المقاومة    "النجم الشعبي" يستحق التنويه..    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    غياب لقاح "المينانجيت" يهدد بحرمان العديد من المغاربة من أداء العمرة    الملك محمد السادس يعزي ترامب    وفاة الناشط السابق أسامة الخليفي    فتح معبر رفح بين غزة ومصر السبت    موثقة لعقود "إسكوبار الصحراء" وبعيوي ترتبك أمام محكمة الاستئناف    122 حالة إصابة بداء الحصبة بالسجون    المهدي بنعطية يعلق على قرار إيقافه لثلاثة أشهر    شبيبة الاتحاد الاشتراكي في فرنسا ترفض استمرار لشكر لولاية رابعة وتتهمه بتسليم الحزب ل"المفسدين"    "الكاف" يكشف موعد قرعة ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية    يوعابد ل"برلمان.كوم": الحالة الجوية بالمملكة ستعرف تغيرات ملحوظة خلال الأيام المقبلة    مجلس شامي يدعو إلى تحديد المسؤوليات المشتركة في توصيف الجرائم السيبرانية لحماية الطفل    توقيع اتفاقيات بين المغرب واليمن    ريال مدريد يواجه مانشستر سيتي    صابيري يعود إلى دوري السعودية    باحثون روس يبتكرون دواء جديدا لعلاج سرطان الجلد بفعالية مضاعفة    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    استئناف الحسيمة تفتتح السنة القضائية 2025 وتستعرض حصيلة الإنجازات    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    خروج دنيا بطمة من سجن لوداية    الكعبي : لا مستحيل في كرة القدم .. وهدفنا التتويج بالدوري الأوروبي    شركة تركية عملاقة تؤسس فرعا بالمغرب لتعزيز تصميم وصناعة الدرونات العسكرية    دنيا بطمة تخرج من سجن الأوداية بعد انتهاء عقوبتها    بعد عام من الإعتقال .. دنيا بطمة تعانق الحرية    ترمب يصر على تهجير سكان غزة رغم رفض مصر والأردن    جدل إلغاء عيد الأضحى ينعش تجارة الأكباش بالأسواق الأسبوعية    "ديب سيك" الصينية في مواجهة قانونية تهدد علامتها التجارية في أميركا    مشاركة وازنة للاعبات المغربيات إلى جانب نخبة من النجمات العالميات في الدورة ال 28 لكأس للا مريم للغولف    أخطاء كنجهلوها.. الطريقة الصحيحة لقيادة السيارة في أجواء البرد القارس (فيديو)    المحكمة التجارية بالدار البيضاء تجدد الإذن باستمرار نشاط مصفاة "سامير"    وفود تمثل كبريات الحواضر العربية ستحل بطنجة    الرئيس الانتقالي في سوريا: نعمل على وحدة البلاد وتحقيق السلم الأهلي    أسعار النفط ترتفع إلى أزيد من 76 دولارا للبرميل    توقعات بتصدير المغرب 90 ألف طن من الأفوكادو في 2025    التمرينات الرياضية قبل سن ال50 تعزز صحة الدماغ وتقلل من الزهايمر    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    الفلاحون في جهة طنجة تطوان الحسيمة يستبشرون بالتساقطات المطرية    ارتفاع أسعار الذهب    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقیب ‬عبد ‬الرحیم ‬الجامعي يكتب: قضاة ‬فرنسا ‬يرفضون ‬التواطؤ ‬مع ‬عنف ‬الأمنيين
نشر في لكم يوم 06 - 07 - 2023

أسقَطت ‬نقابة ‬القضَاة ‬بفرنساSyndicat de la magistrature ‬ في ‬بلاغ ‬لھا ‬یوم ‬الجُمعة ‬الماضي ‬اطروحة ‬تَجریم ‬الضحیة ‬الشاب ‬نَائل ‬الذي ‬توفي ‬بالرصاص ‬القاتل ‬للشرطة، ‬‮«‬ ‬و ‬اكدت ‬على ‬ان ‬الحدث ‬یجب ‬قراءتھ ‬القراءة ‬السیاسیة ‬الصحیحة ‬من ‬دون ‬مناورة ‬و ‬من ‬دون ‬أن ‬تُرمَي ‬الكرة ‬في ‬مرمى ‬القضاء — ‬الذي ‬یعرف ‬كیف ‬یؤدي ‬دوره ‬الطبیعي ‬ومعالجة ‬القضایا ‬على ‬المستوى ‬المھني ‬والذي ‬تحاول ‬عدة ‬أطراف ‬حكومیة ‬من ‬بینھا ‬رئیس ‬الدولة ‬وبعض ‬نقابات ‬الشرطة ‬استعمال ‬مقولة ‬‮ «‬‬اتركوا ‬القضاء ‬یؤدى ‬وظیفتھ ‬لإستغلال ‬القضاء ‬تھربا ‬من ‬مسؤولیة ‬قتل ‬شاب ‬بدعوى ‬رفضھ ‬الامتثال، ‬و ‬لتبریر ‬عنف ‬الشرطة ‬و ‬المیولات ‬العنصریة ‬للقوات ‬الامنیة، ‬مؤكدة ‬على ‬أن ‬المؤسسة ‬القضائیة ‬یجب ‬أن ‬تعرف ‬كیف ‬تحمي ‬نفسھا ‬واستقلالیتھا ‬وهي ‬تعالج ‬مسالة ‬عنف ‬الامنیین ‬دون ‬ان ‬تتاثر ‬بتجریم ‬الضحایا ‬كما ‬تفعل ‬بعض ‬وسائل ‬الإعلام.‬‮»‬
في ‬تقدیري ‬وجدت ‬نقابة ‬القضاء ‬نفسھا ‬ملزمة ‬للتعبیر ‬عن ‬رأیھا ‬و ‬الوقوف ‬عن ‬بُعد ‬وفي ‬حیاد ‬من ‬كل ‬الخطابات ‬السیاسیة ‬و ‬المغالطات ‬الاعلامیة ‬التي ‬قد ‬توحي ‬بأن ‬القضاء ‬ینتصر ‬للأمنیین ‬و ‬سیغسل ‬أیدیھم ‬من ‬جریمة ‬القتل ‬لیظلوا ‬القابضین ‬على ‬الشارع ‬وبیدهم ‬القدرة ‬لاستعمال ‬العنف ‬والقتل ‬مھما ‬كان ‬المبرر ‬لأنھم ‬اعتادوا ‬الإفلات ‬من ‬المساءلة ‬ومن ‬العقاب، ‬و ‬في ‬النھایة ‬سیخضع ‬القضاء ‬للخطاب ‬الحكومي ‬الذي ‬هو ‬اصلا ‬لا ‬یخص ‬القضاء ‬بأي ‬احترام.‬
لقد ‬أثبتت ‬التجارب ‬أن ‬الدرع ‬القضائي ‬یُستعمل ‬في ‬العدید ‬من ‬الدول ‬من ‬قبل ‬الأنظمة ‬والحكومات ‬لخدمة ‬اختیاراتھا ‬و ‬برامجھا ‬و ‬مصالحھا ‬حتى ‬وان ‬تَطلب ‬الامر ‬ضرب ‬المشروعیة ‬او ‬حقوق ‬الانسان ‬او ‬مصالح ‬المجتمع ‬العلیا، ‬كما ‬اثبت ‬التاریخ ‬ان ‬القضاء ‬الذي ‬تصدى ‬للأیادي ‬التي ‬حاولت ‬النیل ‬منه ‬ومن ‬وظيفته ‬ومن ‬صلاحیاته ‬هو ‬من ‬یساهم ‬بإیجابیة ‬في ‬بناء ‬علاقات ‬مجتمعیة ‬مستقرة ‬یسود ‬فیھا ‬القانون ‬وتُحمَى ‬فیھا ‬الحریات ‬و ‬تقف ‬فیھا ‬كل ‬سلطة ‬عند ‬حدود ‬اختصاصاتھا ‬وتعرف ‬ان ‬فوقھا ‬سلطة ‬القضاء، ‬وبالتالي ‬یسھم ‬هذا ‬الأخیر ‬في ‬فتحُ ‬كل ‬الآفاق ‬للاستقرار ‬والدیمقراطیة ‬و ‬لبناء ‬دولة ‬القانون، ‬وهذا ‬هو ‬روح ‬بیان ‬نقابة ‬القضاة ‬الفرنسیة.‬
قُتِل ‬نائل، ‬و ‬لن ‬تكون ‬المرة ‬الاخیرة ‬التي ‬تُطلق ‬فیھا ‬الرصاصات ‬من ‬اسلحة ‬الشرطة ‬لقتل ‬المواطنین ‬و ‬ذوي ‬الاصول ‬الاجنبیة ‬منھم ‬الأولین ‬، ‬فالعنصریة ‬كأیدیولوجیة ‬وثقافة ‬سیاسیة ‬، ‬وهي ‬الحلیفة ‬القویة ‬للصھیونیة ‬كما ‬لا ‬یخفى ‬على ‬احد، ‬أصبحت ‬مرجعا ‬أساسیا ‬داخل ‬الكیانات ‬بفرنسا ‬وأوروبا ‬عامة، ‬تَرَبت ‬بین ‬شعارات ‬أحزاب ‬الیمین ‬وترعرعت ‬في ‬الحملات ‬الانتخابیة ‬و ‬تعامل ‬معھا ‬طیف ‬سیاسي ‬واسع ‬بالنفاق ‬والكذب ‬و ‬بالمناورات ‬الانتخابیة، ‬واكبر ‬مَثَل ‬تعرفھ ‬فرنسا ‬الیوم ‬هو ‬ما ‬یحدث ‬داخل ‬مؤسساتھا ‬العلیا ‬ومنھا ‬مؤسسة ‬الجمعیة ‬الوطنیة ‬التي ‬أصبحت ‬منبرا ‬للیمین ‬یروج ‬منھ ‬خِیاناتِھ ‬لشعار: ‬الحریة ‬والمساواة ‬والأخوةL. ‬E. ‬F . ‬بل ‬یتھجم ‬فیھ ‬على ‬برلمانیین ‬أنفسھم ‬وهو ‬ما ‬یجعل ‬الصراع ‬مكشوفا ‬داخل ‬السلطة ‬التشریعیة ‬نفسھا ‬وربما ‬الأشد ‬من ‬الصراع ‬الذي ‬شهدته ‬الجمعیة ‬التأسیسیة ‬عقب ‬الثورة ‬الفرنسیة ‬قبل ‬أكثر ‬من ‬قرنین‮...‬.‬
فلَمّا ‬تَقتُلُ ‬شرطة ‬المرور ‬احد ‬المخالفین ‬لقانون ‬المرور ‬فماذا ‬یسمى ‬هذا ‬الجرم ‬الأمني؟ ‬هل ‬هو ‬عقاب ‬ام ‬انتقام؟ ‬هل ‬هو ‬تطبیق ‬القانون ‬أم ‬استھزاء ‬بالقانون؟ ‬هل ‬هو ‬شطط ‬المسؤول ‬عن ‬نفاذ ‬القانون ‬أم ‬هو ‬حق ‬تصفیة ‬الأجنبي ‬المسموح ‬بھ ‬لرجل ‬القانون ‬؟ ‬إن ‬ما ‬جرى ‬یسمى ‬بكل ‬البساطة ‬انحراف ‬فرنسا ‬قلعة ‬حقوق ‬الإنسان ‬عن ‬جذورها ‬ومسخ ‬جزء ‬من ‬تاریخھا ‬التحرري ‬ضد ‬الاضطھاد ‬والتسلط ‬الذي ‬شیده ‬ثوار ‬كمونة ‬باریس ‬و ‬الباستیل‮...‬.‬
لقد ‬اكتسبت ‬قوات ‬الأمن ‬بفرنسا ‬و ‬تمرست ‬على ‬ارتكاب ‬مغامرات ‬مماثلة ‬منذ ‬سنوات، ‬وها ‬هي ‬الیوم ‬تھاجم ‬الحكومة ‬و ‬تعتبر ‬نفسھا ‬الیوم ‬وحسب ‬بلاغ ‬احدى ‬روابط ‬الشرطةALLIANCE ‬ ‬نفسھا ‬في ‬حالة ‬حرب، ‬أي ‬أنھا ‬تدعو ‬لاعلان ‬حالة ‬الاستثناء ‬والتقلیص ‬من ‬الحریات..
إن ‬السیاسیین ‬حائرون ‬من ‬امرهم ‬ویتساءلون ‬على ‬أي ‬قدم ‬سیرقصون ‬، ‬یلجأون ‬للصمت ‬و ‬یتظاهرون ‬بالبكاء ‬بدون ‬دمع ‬، ‬و‬یعرفون ‬ما ‬هي ‬التبریرات ‬والأسباب ‬التي ‬كانت ‬وراء ‬الاحتجاجات ‬لكنھم ‬یتعمدون ‬تجاهلھا، ‬لكن ‬الشارع ‬یفضحھم ‬و‬المواجھات ‬تفضحھم، ‬و ‬موسیقى ‬الراب ‬التي ‬تستحضر ‬معاناة ‬‮«‬سكان ‬الأحیاء ‬الساخنة ‬‮«‬كما ‬یقولون ‬تُجِیبھم، ‬و ‬حملات ‬التضامن ‬مع ‬الضحایا ‬ومسیرات ‬الأمھات ‬والأطفال ‬والمنظمات ‬الحقوقیة ‬تفضحھم، ‬و ‬في ‬النھایة ‬تظل ‬العنصریة ‬والتمییز ‬ضد ‬الأجنبي ‬والذي ‬یظل ‬اجنبي ‬في ‬عیون ‬العنصریین ‬و ‬المعادین ‬للآخر ‬بلغتھ ‬ولون ‬جلده ‬ولون ‬شعره ‬ودم ‬امھ ‬او ‬ابیھ ‬وحتى ‬اسمھ ‬الشخصي ‬والعائلي ‬، ‬هي ‬عقدة ‬یرفعھا ‬كل ‬من ‬یرید ‬الحصول ‬على ‬مقعد ‬بالإلیزي ‬او ‬بالجمعیة ‬الوطنیة ‬أو ‬مقعد ‬بمجلس ‬المدینة ‬او ‬غیرهما ‬من ‬الامتیازات، ‬كما ‬رفعھا ‬قبل ‬أیام ‬قلیلة. ‬‮«‬ ‬قرد ‬الانتخابات ‬إیریك ‬زمور ‬‮«‬ ‬الذي ‬شمر ‬عن ‬انیابھ ‬وقدم ‬مشروعه ‬الانتخابي ‬منذ ‬الآن ‬للفرنسیین ‬وَ ‬عَدهم ‬بتطھیر ‬فرنسا ‬من ‬الوجود ‬والدماء ‬الفاسدة ‬الاجنبیة ‬وعائلاتھم ‬و ‬سجنائھم ‬وأراد ‬أن ‬یقلد ‬اسیاده ‬النازیین ‬لَعَلھ ‬یبلغ ‬سِدرةَ ‬المنتھَى.‬
سِجِِل ‬فرنسا ‬في ‬مجال ‬حقوق ‬الإنسان ‬مصبوغ ‬بلون ‬الرماد ‬، ‬یقلق ‬مجلس ‬حقوق ‬الإنسان ‬تقریبا ‬منذ ‬الحرب ‬على ‬العراق، ‬وفي ‬كل ‬دورة ‬من ‬دورات ‬الاستعراض ‬الدوري ‬الشامل ‬وآخرها ‬كانت ‬في ‬ماي ‬من ‬هذه ‬السنة، ‬تتعرض ‬فرنسا ‬لانتقادات ‬بسبب ‬الانتھاكات ‬العنصریة ‬ضد ‬المھاجرین ‬والمحجبات ‬والمسلمین ‬و ‬النازحین ‬وغیرهم‮...‬.‬
ولما ‬تصاب ‬فرنسا – ‬دولة ‬الإعلان ‬العالمي ‬لحقوق ‬الإنسان ‬بقصر ‬تروكادیرو/ ‬شایو ‬بباریس، ‬و ‬دولة ‬الثورة ‬الفرنسیة ‬وإعلان ‬میثاق ‬حقوق ‬الإنسان ‬والمواطن، ‬ودولة ‬حمایة ‬اللاجئین ‬السیاسیین ‬والمعارضین ‬لعشرات ‬العقود – ‬لما ‬تصاب ‬بمرض ‬حكامھا ‬وغالبیة ‬طبقتھا ‬السیاسیة ‬فإن ‬الخیال ‬نفسھ ‬یحار ‬ولا ‬یقوى ‬على ‬الصبر ‬والفھم ‬ذهولا ‬من ‬انكسار ‬قدرة ‬الطبقة ‬السیاسیة ‬الفرنسیة ‬على ‬الإمساك ‬بالقیم ‬الثقافیة ‬والفكریة ‬التي ‬أبدعھا ‬فلاسفة ‬وعلماء ‬وأدباء ‬عھد ‬الأنوار ‬وعھد ‬دساتیر ‬الجمھوریات ‬الخمسة‮...‬
ویذكرني ‬قتل ‬الشاب ‬نائل ‬برصاص ‬بارد ‬لرجل ‬امني ‬شاب ‬و ‬معجب ‬بلباسه ‬وبحمایة ‬وزیره ‬في ‬الداخلیة ‬جیرار ‬دارمانان ‬، ‬بقضیة ‬الشاب ‬المغربي ‬عمر ‬الرداد، ‬من ‬حیث ‬أسلوب ‬الاحتقار ‬و ‬مستوى ‬التعامل ‬مع ‬الأجنبي ‬في ‬دولة ‬عرفت ‬في ‬التاریخ ‬بأنھا ‬مَلاذ ‬الإنسان ‬ومأواه ‬و ‬سماء ‬حقوقه ‬رغم ‬لونه ‬و ‬جنسيته، ‬وذلك ‬قبل ‬أن ‬یُقبر ‬هذه ‬القیم ‬أو ‬جُلھا، ‬الیمین ‬الفاسد ‬الحقود ‬و ‬المتنطع ‬بقیادة ‬زمور ‬ومارین ‬لوبین ‬و ‬اتباعھما، ‬فالمغربي ‬المھاجر ‬الریفي ‬البستاني ‬عمر ‬الرداد ‬‮«‬ ‬استُقبِل ‬إعلامیا ‬وقضائیا ‬بقرینة ‬الادانة‮»‬ ‬ولیس ‬بقرینة ‬البراءة ‬لما ‬انحرف ‬الأمنیون ‬و ‬القضائیون ‬عن ‬التحقیق ‬النزیھ ‬والبحث ‬العمیق ‬فقدموا ‬الدلیل ‬انھم ‬من ‬مُشجعي ‬المحاكمة ‬غیر ‬العادلة ‬مستعملین ‬الجملة ‬الشھیرة ‬‮«‬ ‬عمر ‬قتلني.‬OMAR M'A TUER ‬‮«‬ ‬لیصنعوا ‬قرارا ‬جنائیا ‬لا ‬یصِ ‬ح ‬لأي ‬أحد ‬الافتخار ‬بھ ‬، ‬وعلى ‬شاكلة ‬قصة ‬عمر ‬الرداد ‬أستقبل ‬ملف ‬القتیل ‬وائل ‬منذ ‬سقوطھ ‬بشعارات ‬أمنیة ‬وسیاسیة ‬تدینھ ‬وتُجَرمھ ‬مسبقا ‬وتتھمھ ‬بأنھ ‬مذنب ‬فر ‬ولم ‬یمتثل ‬للشرطة، ‬وتبرئ ‬الشرطي ‬في ‬نفس ‬الوقت ‬وتمنحھ ‬ظروف ‬الإعفاء ‬من ‬ایة ‬مسؤولیة، ‬ودون ‬أي ‬تَنَاسُب ‬بین ‬مخافة ‬الضحیة ‬لقانون ‬السیر ‬وبین ‬جریمة ‬الشرطي ‬من ‬مستوى ‬الجنایة ‬حتى ‬بعد ‬متابعة ‬الشرطي ‬بعَجَل ‬بالطبع ‬لا ‬بد ‬من ‬مقاومة ‬العنصریة ‬والحقد ‬الذي ‬یطال ‬الأجانب ‬بأوروبا ‬وبفرنسا ‬والذي ‬یصیب ‬دول ‬غیرها ‬، ‬بكل ‬أشكال ‬المقاومة،ولكن ‬لیس ‬الحل ‬في ‬وضع ‬المتارس ‬وسط ‬الشوارع، ‬وصب ‬البنزین ‬على ‬السیارات، ‬وتكسیر ‬واجھات ‬المحلات، ‬و ‬رشق ‬الامنیین ‬بالكوكتیل ‬مولوتوف‮...‬..‬فكلھا ‬لم ‬تَعد ‬مناسبة ‬لظروف ‬العصر ‬أو ‬شرطا ‬للخلاص ‬من ‬السیاسات ‬العمومیة ‬الفاسدة ‬غیر ‬الأخلاقیة ‬وغیر ‬الإنسانیة ‬، ‬إن ‬الحل ‬ینطلق ‬من ‬الاعتراف ‬الجماعي ‬بأن ‬قبر ‬العنصریة ‬لابد ‬أن ‬یُحفر ‬و ‬لا ‬بد ‬من ‬دفن ‬التمییز ‬والتھمیش ‬ولا ‬بد ‬من ‬تنقیة ‬المجالات ‬العامة ‬والسیاسیة ‬والثقافیة، ‬في ‬الشارع ‬والمصنع ‬والمتجر ‬والمدرسة ‬والجامعة ‬والحي ‬والعمارة‮......‬. ‬من ‬وباء ‬وعار ‬الكراهیة ‬ولابد ‬من ‬اعادة ‬النظر ‬في ‬تعریفھا ‬كخطر ‬دائم ‬ولابد ‬من ‬تجریم ‬ممارستھا ‬باعتبارها ‬جریمة ‬ضد ‬الإنسانیة ‬لا ‬تسقط ‬بالتقادم.‬
نعم، ‬یجب ‬محاسبة ‬الدول ‬والحكومات ‬سیاسیا ‬وأمام ‬الرأي ‬العام ‬الدولي ‬عن ‬الممارسات ‬والانتھاكات ‬لحقوق ‬الإنسان ‬فھذا ‬لیس ‬مساسا ‬بالسیادة ‬أو ‬باستقلال ‬الدول ‬كما ‬یزعم ‬بعض ‬السیاسویین ‬و ‬المغالطین ‬لیبرروا ‬استمرار ‬الاستبداد ‬و ‬الشطط ‬والفساد ‬فالمُسَأءلة ‬السیاسیة ‬والقضائیة ‬هي ‬التي ‬تحمي ‬الإنسان ‬و ‬تمنع ‬من ‬تكرار ‬الاعتداء ‬علیھ، ‬ویحب ‬أن ‬تكون ‬معاییر ‬المساءلة ‬موحدة ‬ومتساویة ‬لا ‬یفلت ‬أي ‬طرف ‬منھا، ‬أكان ‬شمال ‬أو ‬جنوب ‬الأبیض ‬المتوسط ‬، ‬هذا ‬هو ‬ما ‬یمكن ‬أن ‬ینقذ ‬الانسانیة ‬ویھزم ‬التوحش ‬وهیمنة ‬الكبار.‬
الرباط 2023.‬7.‬01


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.