الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي يدعو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الانضمام للمؤتمر الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية والكاريبي    تراجع الصادرات ب 886 مليون درهم.. وتفاقم العجز التجاري ب 24.5 مليار درهم    كأس العرش 2023-2024 (قرعة).. مواجهات قوية وأخرى متكافئة في دور سدس العشر    ترامب يعلق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد أيام من مشادته مع زيلينسكي    القاهرة.. انطلاق أعمال القمة العربية غير العادية بمشاركة المغرب    التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف بالجزائر أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف    بالفيديو.. نائب وكيل الملك يكشف تفاصيل ملف "اليوتوبر" جيراندو.. تحدث عن علاقة القاصر بخالها وعن أحد المتهمين يشتبه في تلقيه حوالات مالية مقابل توضيب الفيديوهات    وكالة بيت مال القدس تشرع في توزيع المساعدات الغذائية على مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقدس    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على أداء سلبي    أسعار اللحوم في المغرب.. انخفاض بنحو 30 درهما والناظور خارج التغطية    حادث سير مروع يتسبب في وفاة شخصين بعد اصطدام شاحنتين    إطلاق برنامج طلبات عروض مشاريع دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات برسم سنة 2025    الضفة «الجائزة الكبرى» لنتنياهو    بنك المغرب يحذر من أخبار مضللة ويعلن عن اتخاذ إجراءات قانونية    أمن فاس يوقف 6 أشخاص متورطون في الخطف والإحتجاز    استئنافية مراكش ترفع عقوبة رئيس تنسيقية زلزال الحوز    مجلس جهة الشمال يصادق على مشروع لإعادة استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء بالحسيمة    مقاييس الأمطار بالمغرب في 24 ساعة    انتخاب المغرب نائبا لرئيس مجلس الوزارء الأفارقة المكلفين بالماء بشمال إفريقيا    التفوق الأمريكي وفرضية التخلي على الأوروبيين .. هل المغرب محقا في تفضيله الحليف الأمريكي؟    الوكالة القضائية للمملكة تعلن استصدار 360 حكما ضد المحتلين للمساكن الوظيفية    "مرحبا يا رمضان" أنشودة دينية لحفيظ الدوزي    مسلسل معاوية التاريخي يترنح بين المنع والانتقاد خلال العرض الرمضاني    الركراكي يوجه دعوة إلى لاعب دينامو زغرب سامي مايي للانضمام إلى منتخب المغرب قبيل مباراتي النيجر وتنزانيا    ألباريس: العلاقات الجيدة بين المغرب وترامب لن تؤثر على وضعية سبتة ومليلية    أسعار الأكباش تنخفض 50%.. الكسابة يحذرون من انهيار القطاع في جهة الشرق    القناة الثانية (2M) تتصدر نسب المشاهدة في أول أيام رمضان    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    الصين تكشف عن إجراءات مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على منتجاتها    مبادرة تشريعية تهدف إلى تعزيز حقوق المستهلك وتمكينه من حق التراجع عن الشراء    فنربخشه يقرر تفعيل خيار شراء سفيان أمرابط    جمع عام استثنائي لنادي مولودية وجدة في 20 مارس    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    ‬ما ‬دلالة ‬رئاسة ‬المغرب ‬لمجلس ‬الأمن ‬والسلم ‬في ‬الاتحاد ‬الأفريقي ‬للمرة ‬الرابعة ‬؟    الصين: افتتاح الدورتين، الحدث السياسي الأبرز في السنة    فينيسيوس: "مستقبلي رهن إشارة ريال مدريد.. وأحلم بالكرة الذهبية"    الزلزولي يعود إلى تدريبات ريال بيتيس    تصعيد نقابي في قطاع الصحة بجهة الداخلة وادي الذهب.. وقفة احتجاجية واعتصام إنذاري ومطالب بصرف التعويضات    الإفراط في تناول السكر والملح يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان    دوري أبطال أوروبا .. برنامج ذهاب ثمن النهاية والقنوات الناقلة    فرنسا تفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المئات من الجزائريين    بطولة إسبانيا.. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول بسبب الأحوال الجوية    الفيدرالية المغربية لتسويق التمور تنفي استيراد منتجات من إسرائيل    مباحثات بين ولد الرشيد ووزير خارجية ألبانيا للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والسياسي    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    3 مغاربة في جائزة الشيخ زايد للكتاب    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    أحمد زينون    كرنفال حكومي مستفز    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    هذا هو موضوع خطبة الجمعة    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقیب ‬عبد ‬الرحیم ‬الجامعي يكتب: قضاة ‬فرنسا ‬يرفضون ‬التواطؤ ‬مع ‬عنف ‬الأمنيين
نشر في لكم يوم 06 - 07 - 2023

أسقَطت ‬نقابة ‬القضَاة ‬بفرنساSyndicat de la magistrature ‬ في ‬بلاغ ‬لھا ‬یوم ‬الجُمعة ‬الماضي ‬اطروحة ‬تَجریم ‬الضحیة ‬الشاب ‬نَائل ‬الذي ‬توفي ‬بالرصاص ‬القاتل ‬للشرطة، ‬‮«‬ ‬و ‬اكدت ‬على ‬ان ‬الحدث ‬یجب ‬قراءتھ ‬القراءة ‬السیاسیة ‬الصحیحة ‬من ‬دون ‬مناورة ‬و ‬من ‬دون ‬أن ‬تُرمَي ‬الكرة ‬في ‬مرمى ‬القضاء — ‬الذي ‬یعرف ‬كیف ‬یؤدي ‬دوره ‬الطبیعي ‬ومعالجة ‬القضایا ‬على ‬المستوى ‬المھني ‬والذي ‬تحاول ‬عدة ‬أطراف ‬حكومیة ‬من ‬بینھا ‬رئیس ‬الدولة ‬وبعض ‬نقابات ‬الشرطة ‬استعمال ‬مقولة ‬‮ «‬‬اتركوا ‬القضاء ‬یؤدى ‬وظیفتھ ‬لإستغلال ‬القضاء ‬تھربا ‬من ‬مسؤولیة ‬قتل ‬شاب ‬بدعوى ‬رفضھ ‬الامتثال، ‬و ‬لتبریر ‬عنف ‬الشرطة ‬و ‬المیولات ‬العنصریة ‬للقوات ‬الامنیة، ‬مؤكدة ‬على ‬أن ‬المؤسسة ‬القضائیة ‬یجب ‬أن ‬تعرف ‬كیف ‬تحمي ‬نفسھا ‬واستقلالیتھا ‬وهي ‬تعالج ‬مسالة ‬عنف ‬الامنیین ‬دون ‬ان ‬تتاثر ‬بتجریم ‬الضحایا ‬كما ‬تفعل ‬بعض ‬وسائل ‬الإعلام.‬‮»‬
في ‬تقدیري ‬وجدت ‬نقابة ‬القضاء ‬نفسھا ‬ملزمة ‬للتعبیر ‬عن ‬رأیھا ‬و ‬الوقوف ‬عن ‬بُعد ‬وفي ‬حیاد ‬من ‬كل ‬الخطابات ‬السیاسیة ‬و ‬المغالطات ‬الاعلامیة ‬التي ‬قد ‬توحي ‬بأن ‬القضاء ‬ینتصر ‬للأمنیین ‬و ‬سیغسل ‬أیدیھم ‬من ‬جریمة ‬القتل ‬لیظلوا ‬القابضین ‬على ‬الشارع ‬وبیدهم ‬القدرة ‬لاستعمال ‬العنف ‬والقتل ‬مھما ‬كان ‬المبرر ‬لأنھم ‬اعتادوا ‬الإفلات ‬من ‬المساءلة ‬ومن ‬العقاب، ‬و ‬في ‬النھایة ‬سیخضع ‬القضاء ‬للخطاب ‬الحكومي ‬الذي ‬هو ‬اصلا ‬لا ‬یخص ‬القضاء ‬بأي ‬احترام.‬
لقد ‬أثبتت ‬التجارب ‬أن ‬الدرع ‬القضائي ‬یُستعمل ‬في ‬العدید ‬من ‬الدول ‬من ‬قبل ‬الأنظمة ‬والحكومات ‬لخدمة ‬اختیاراتھا ‬و ‬برامجھا ‬و ‬مصالحھا ‬حتى ‬وان ‬تَطلب ‬الامر ‬ضرب ‬المشروعیة ‬او ‬حقوق ‬الانسان ‬او ‬مصالح ‬المجتمع ‬العلیا، ‬كما ‬اثبت ‬التاریخ ‬ان ‬القضاء ‬الذي ‬تصدى ‬للأیادي ‬التي ‬حاولت ‬النیل ‬منه ‬ومن ‬وظيفته ‬ومن ‬صلاحیاته ‬هو ‬من ‬یساهم ‬بإیجابیة ‬في ‬بناء ‬علاقات ‬مجتمعیة ‬مستقرة ‬یسود ‬فیھا ‬القانون ‬وتُحمَى ‬فیھا ‬الحریات ‬و ‬تقف ‬فیھا ‬كل ‬سلطة ‬عند ‬حدود ‬اختصاصاتھا ‬وتعرف ‬ان ‬فوقھا ‬سلطة ‬القضاء، ‬وبالتالي ‬یسھم ‬هذا ‬الأخیر ‬في ‬فتحُ ‬كل ‬الآفاق ‬للاستقرار ‬والدیمقراطیة ‬و ‬لبناء ‬دولة ‬القانون، ‬وهذا ‬هو ‬روح ‬بیان ‬نقابة ‬القضاة ‬الفرنسیة.‬
قُتِل ‬نائل، ‬و ‬لن ‬تكون ‬المرة ‬الاخیرة ‬التي ‬تُطلق ‬فیھا ‬الرصاصات ‬من ‬اسلحة ‬الشرطة ‬لقتل ‬المواطنین ‬و ‬ذوي ‬الاصول ‬الاجنبیة ‬منھم ‬الأولین ‬، ‬فالعنصریة ‬كأیدیولوجیة ‬وثقافة ‬سیاسیة ‬، ‬وهي ‬الحلیفة ‬القویة ‬للصھیونیة ‬كما ‬لا ‬یخفى ‬على ‬احد، ‬أصبحت ‬مرجعا ‬أساسیا ‬داخل ‬الكیانات ‬بفرنسا ‬وأوروبا ‬عامة، ‬تَرَبت ‬بین ‬شعارات ‬أحزاب ‬الیمین ‬وترعرعت ‬في ‬الحملات ‬الانتخابیة ‬و ‬تعامل ‬معھا ‬طیف ‬سیاسي ‬واسع ‬بالنفاق ‬والكذب ‬و ‬بالمناورات ‬الانتخابیة، ‬واكبر ‬مَثَل ‬تعرفھ ‬فرنسا ‬الیوم ‬هو ‬ما ‬یحدث ‬داخل ‬مؤسساتھا ‬العلیا ‬ومنھا ‬مؤسسة ‬الجمعیة ‬الوطنیة ‬التي ‬أصبحت ‬منبرا ‬للیمین ‬یروج ‬منھ ‬خِیاناتِھ ‬لشعار: ‬الحریة ‬والمساواة ‬والأخوةL. ‬E. ‬F . ‬بل ‬یتھجم ‬فیھ ‬على ‬برلمانیین ‬أنفسھم ‬وهو ‬ما ‬یجعل ‬الصراع ‬مكشوفا ‬داخل ‬السلطة ‬التشریعیة ‬نفسھا ‬وربما ‬الأشد ‬من ‬الصراع ‬الذي ‬شهدته ‬الجمعیة ‬التأسیسیة ‬عقب ‬الثورة ‬الفرنسیة ‬قبل ‬أكثر ‬من ‬قرنین‮...‬.‬
فلَمّا ‬تَقتُلُ ‬شرطة ‬المرور ‬احد ‬المخالفین ‬لقانون ‬المرور ‬فماذا ‬یسمى ‬هذا ‬الجرم ‬الأمني؟ ‬هل ‬هو ‬عقاب ‬ام ‬انتقام؟ ‬هل ‬هو ‬تطبیق ‬القانون ‬أم ‬استھزاء ‬بالقانون؟ ‬هل ‬هو ‬شطط ‬المسؤول ‬عن ‬نفاذ ‬القانون ‬أم ‬هو ‬حق ‬تصفیة ‬الأجنبي ‬المسموح ‬بھ ‬لرجل ‬القانون ‬؟ ‬إن ‬ما ‬جرى ‬یسمى ‬بكل ‬البساطة ‬انحراف ‬فرنسا ‬قلعة ‬حقوق ‬الإنسان ‬عن ‬جذورها ‬ومسخ ‬جزء ‬من ‬تاریخھا ‬التحرري ‬ضد ‬الاضطھاد ‬والتسلط ‬الذي ‬شیده ‬ثوار ‬كمونة ‬باریس ‬و ‬الباستیل‮...‬.‬
لقد ‬اكتسبت ‬قوات ‬الأمن ‬بفرنسا ‬و ‬تمرست ‬على ‬ارتكاب ‬مغامرات ‬مماثلة ‬منذ ‬سنوات، ‬وها ‬هي ‬الیوم ‬تھاجم ‬الحكومة ‬و ‬تعتبر ‬نفسھا ‬الیوم ‬وحسب ‬بلاغ ‬احدى ‬روابط ‬الشرطةALLIANCE ‬ ‬نفسھا ‬في ‬حالة ‬حرب، ‬أي ‬أنھا ‬تدعو ‬لاعلان ‬حالة ‬الاستثناء ‬والتقلیص ‬من ‬الحریات..
إن ‬السیاسیین ‬حائرون ‬من ‬امرهم ‬ویتساءلون ‬على ‬أي ‬قدم ‬سیرقصون ‬، ‬یلجأون ‬للصمت ‬و ‬یتظاهرون ‬بالبكاء ‬بدون ‬دمع ‬، ‬و‬یعرفون ‬ما ‬هي ‬التبریرات ‬والأسباب ‬التي ‬كانت ‬وراء ‬الاحتجاجات ‬لكنھم ‬یتعمدون ‬تجاهلھا، ‬لكن ‬الشارع ‬یفضحھم ‬و‬المواجھات ‬تفضحھم، ‬و ‬موسیقى ‬الراب ‬التي ‬تستحضر ‬معاناة ‬‮«‬سكان ‬الأحیاء ‬الساخنة ‬‮«‬كما ‬یقولون ‬تُجِیبھم، ‬و ‬حملات ‬التضامن ‬مع ‬الضحایا ‬ومسیرات ‬الأمھات ‬والأطفال ‬والمنظمات ‬الحقوقیة ‬تفضحھم، ‬و ‬في ‬النھایة ‬تظل ‬العنصریة ‬والتمییز ‬ضد ‬الأجنبي ‬والذي ‬یظل ‬اجنبي ‬في ‬عیون ‬العنصریین ‬و ‬المعادین ‬للآخر ‬بلغتھ ‬ولون ‬جلده ‬ولون ‬شعره ‬ودم ‬امھ ‬او ‬ابیھ ‬وحتى ‬اسمھ ‬الشخصي ‬والعائلي ‬، ‬هي ‬عقدة ‬یرفعھا ‬كل ‬من ‬یرید ‬الحصول ‬على ‬مقعد ‬بالإلیزي ‬او ‬بالجمعیة ‬الوطنیة ‬أو ‬مقعد ‬بمجلس ‬المدینة ‬او ‬غیرهما ‬من ‬الامتیازات، ‬كما ‬رفعھا ‬قبل ‬أیام ‬قلیلة. ‬‮«‬ ‬قرد ‬الانتخابات ‬إیریك ‬زمور ‬‮«‬ ‬الذي ‬شمر ‬عن ‬انیابھ ‬وقدم ‬مشروعه ‬الانتخابي ‬منذ ‬الآن ‬للفرنسیین ‬وَ ‬عَدهم ‬بتطھیر ‬فرنسا ‬من ‬الوجود ‬والدماء ‬الفاسدة ‬الاجنبیة ‬وعائلاتھم ‬و ‬سجنائھم ‬وأراد ‬أن ‬یقلد ‬اسیاده ‬النازیین ‬لَعَلھ ‬یبلغ ‬سِدرةَ ‬المنتھَى.‬
سِجِِل ‬فرنسا ‬في ‬مجال ‬حقوق ‬الإنسان ‬مصبوغ ‬بلون ‬الرماد ‬، ‬یقلق ‬مجلس ‬حقوق ‬الإنسان ‬تقریبا ‬منذ ‬الحرب ‬على ‬العراق، ‬وفي ‬كل ‬دورة ‬من ‬دورات ‬الاستعراض ‬الدوري ‬الشامل ‬وآخرها ‬كانت ‬في ‬ماي ‬من ‬هذه ‬السنة، ‬تتعرض ‬فرنسا ‬لانتقادات ‬بسبب ‬الانتھاكات ‬العنصریة ‬ضد ‬المھاجرین ‬والمحجبات ‬والمسلمین ‬و ‬النازحین ‬وغیرهم‮...‬.‬
ولما ‬تصاب ‬فرنسا – ‬دولة ‬الإعلان ‬العالمي ‬لحقوق ‬الإنسان ‬بقصر ‬تروكادیرو/ ‬شایو ‬بباریس، ‬و ‬دولة ‬الثورة ‬الفرنسیة ‬وإعلان ‬میثاق ‬حقوق ‬الإنسان ‬والمواطن، ‬ودولة ‬حمایة ‬اللاجئین ‬السیاسیین ‬والمعارضین ‬لعشرات ‬العقود – ‬لما ‬تصاب ‬بمرض ‬حكامھا ‬وغالبیة ‬طبقتھا ‬السیاسیة ‬فإن ‬الخیال ‬نفسھ ‬یحار ‬ولا ‬یقوى ‬على ‬الصبر ‬والفھم ‬ذهولا ‬من ‬انكسار ‬قدرة ‬الطبقة ‬السیاسیة ‬الفرنسیة ‬على ‬الإمساك ‬بالقیم ‬الثقافیة ‬والفكریة ‬التي ‬أبدعھا ‬فلاسفة ‬وعلماء ‬وأدباء ‬عھد ‬الأنوار ‬وعھد ‬دساتیر ‬الجمھوریات ‬الخمسة‮...‬
ویذكرني ‬قتل ‬الشاب ‬نائل ‬برصاص ‬بارد ‬لرجل ‬امني ‬شاب ‬و ‬معجب ‬بلباسه ‬وبحمایة ‬وزیره ‬في ‬الداخلیة ‬جیرار ‬دارمانان ‬، ‬بقضیة ‬الشاب ‬المغربي ‬عمر ‬الرداد، ‬من ‬حیث ‬أسلوب ‬الاحتقار ‬و ‬مستوى ‬التعامل ‬مع ‬الأجنبي ‬في ‬دولة ‬عرفت ‬في ‬التاریخ ‬بأنھا ‬مَلاذ ‬الإنسان ‬ومأواه ‬و ‬سماء ‬حقوقه ‬رغم ‬لونه ‬و ‬جنسيته، ‬وذلك ‬قبل ‬أن ‬یُقبر ‬هذه ‬القیم ‬أو ‬جُلھا، ‬الیمین ‬الفاسد ‬الحقود ‬و ‬المتنطع ‬بقیادة ‬زمور ‬ومارین ‬لوبین ‬و ‬اتباعھما، ‬فالمغربي ‬المھاجر ‬الریفي ‬البستاني ‬عمر ‬الرداد ‬‮«‬ ‬استُقبِل ‬إعلامیا ‬وقضائیا ‬بقرینة ‬الادانة‮»‬ ‬ولیس ‬بقرینة ‬البراءة ‬لما ‬انحرف ‬الأمنیون ‬و ‬القضائیون ‬عن ‬التحقیق ‬النزیھ ‬والبحث ‬العمیق ‬فقدموا ‬الدلیل ‬انھم ‬من ‬مُشجعي ‬المحاكمة ‬غیر ‬العادلة ‬مستعملین ‬الجملة ‬الشھیرة ‬‮«‬ ‬عمر ‬قتلني.‬OMAR M'A TUER ‬‮«‬ ‬لیصنعوا ‬قرارا ‬جنائیا ‬لا ‬یصِ ‬ح ‬لأي ‬أحد ‬الافتخار ‬بھ ‬، ‬وعلى ‬شاكلة ‬قصة ‬عمر ‬الرداد ‬أستقبل ‬ملف ‬القتیل ‬وائل ‬منذ ‬سقوطھ ‬بشعارات ‬أمنیة ‬وسیاسیة ‬تدینھ ‬وتُجَرمھ ‬مسبقا ‬وتتھمھ ‬بأنھ ‬مذنب ‬فر ‬ولم ‬یمتثل ‬للشرطة، ‬وتبرئ ‬الشرطي ‬في ‬نفس ‬الوقت ‬وتمنحھ ‬ظروف ‬الإعفاء ‬من ‬ایة ‬مسؤولیة، ‬ودون ‬أي ‬تَنَاسُب ‬بین ‬مخافة ‬الضحیة ‬لقانون ‬السیر ‬وبین ‬جریمة ‬الشرطي ‬من ‬مستوى ‬الجنایة ‬حتى ‬بعد ‬متابعة ‬الشرطي ‬بعَجَل ‬بالطبع ‬لا ‬بد ‬من ‬مقاومة ‬العنصریة ‬والحقد ‬الذي ‬یطال ‬الأجانب ‬بأوروبا ‬وبفرنسا ‬والذي ‬یصیب ‬دول ‬غیرها ‬، ‬بكل ‬أشكال ‬المقاومة،ولكن ‬لیس ‬الحل ‬في ‬وضع ‬المتارس ‬وسط ‬الشوارع، ‬وصب ‬البنزین ‬على ‬السیارات، ‬وتكسیر ‬واجھات ‬المحلات، ‬و ‬رشق ‬الامنیین ‬بالكوكتیل ‬مولوتوف‮...‬..‬فكلھا ‬لم ‬تَعد ‬مناسبة ‬لظروف ‬العصر ‬أو ‬شرطا ‬للخلاص ‬من ‬السیاسات ‬العمومیة ‬الفاسدة ‬غیر ‬الأخلاقیة ‬وغیر ‬الإنسانیة ‬، ‬إن ‬الحل ‬ینطلق ‬من ‬الاعتراف ‬الجماعي ‬بأن ‬قبر ‬العنصریة ‬لابد ‬أن ‬یُحفر ‬و ‬لا ‬بد ‬من ‬دفن ‬التمییز ‬والتھمیش ‬ولا ‬بد ‬من ‬تنقیة ‬المجالات ‬العامة ‬والسیاسیة ‬والثقافیة، ‬في ‬الشارع ‬والمصنع ‬والمتجر ‬والمدرسة ‬والجامعة ‬والحي ‬والعمارة‮......‬. ‬من ‬وباء ‬وعار ‬الكراهیة ‬ولابد ‬من ‬اعادة ‬النظر ‬في ‬تعریفھا ‬كخطر ‬دائم ‬ولابد ‬من ‬تجریم ‬ممارستھا ‬باعتبارها ‬جریمة ‬ضد ‬الإنسانیة ‬لا ‬تسقط ‬بالتقادم.‬
نعم، ‬یجب ‬محاسبة ‬الدول ‬والحكومات ‬سیاسیا ‬وأمام ‬الرأي ‬العام ‬الدولي ‬عن ‬الممارسات ‬والانتھاكات ‬لحقوق ‬الإنسان ‬فھذا ‬لیس ‬مساسا ‬بالسیادة ‬أو ‬باستقلال ‬الدول ‬كما ‬یزعم ‬بعض ‬السیاسویین ‬و ‬المغالطین ‬لیبرروا ‬استمرار ‬الاستبداد ‬و ‬الشطط ‬والفساد ‬فالمُسَأءلة ‬السیاسیة ‬والقضائیة ‬هي ‬التي ‬تحمي ‬الإنسان ‬و ‬تمنع ‬من ‬تكرار ‬الاعتداء ‬علیھ، ‬ویحب ‬أن ‬تكون ‬معاییر ‬المساءلة ‬موحدة ‬ومتساویة ‬لا ‬یفلت ‬أي ‬طرف ‬منھا، ‬أكان ‬شمال ‬أو ‬جنوب ‬الأبیض ‬المتوسط ‬، ‬هذا ‬هو ‬ما ‬یمكن ‬أن ‬ینقذ ‬الانسانیة ‬ویھزم ‬التوحش ‬وهیمنة ‬الكبار.‬
الرباط 2023.‬7.‬01


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.