رغم أنهما ينتميان لنفس الحزب "التجمع الوطني للأحرار" إلا أن شد الحبل والصراع بين رئيس مقاطعة حسان وعمدة الرباط لا يزال في احتدام مستمر، في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين، والتي وصلت إلى التأكيد على وجود تبديد للمال العام. فبعد تصريح أسماء اغلالو رئيسة المجلس الجماعي للرباط الذي استغربت فيه من الصفقات التي طلبها رئيس مقاطعة حسان والمتعلقة ب15 سيارة ورفع حصة الوقود إلى 83 مليون سنتيم، دون تقديم الوثائق لتبرير الصفقات وتوضيح كيفية صرف الحصة المطلوبة من الوقود، عاد المعني إلى مراسلة العمدة واتهامها بالكذب والبهتان. وقال ادريس الرازي رئيس مقاطعة حسان في مراسلة وجهها اليوم الاثنين للعمدة، إن الوثائق التي تمت المطالبة بها غير منصوص عليها قانونا، ما يجعل العمدة تتجاوز اختصاصاتها، كما اتهمها بالكذب والبهتان بخصوص طلبه رفع حصة الوقود. وانضاف رئيس مقاطعة حسان إلى جملة الأصوات التي أكدت أن دورة ماي للمجلس الجماعي المنعقدة بحر الأسبوع المنصرم، مرت في أجواء التوتر والفوضى، عكس تصريح اغلالو بأنها مرت في أجواء سلسة. وانتقد الرازي الأجواء التي طبعت الدورة، لينضاف إلى مستشاري المعارضة الذين اتهمتهم العمدة بالقيام بأعمال بلطجة، في حين أكد بعضهم تعرضهم للسب والعنف، فضلا عن استعراضهم جملة من الاختلالات التي شابت دورة ماي. وأكد رئيس مقاطعة حسان أن تدبير العمدة يعرف تجاوزات وخروقات قانونية متتالية، تتزايد يوما بعد يوم، وهي التجاوزات التي لن تزيد مجلس جماعة الرباط إلا انشقاقا. هذا الصراع بين العمدة وزميلها في الحزب رئيس مقاطعة حسان، انتقده فريق العدالة والتنمية بالجماعة خلال ندوة صحافية نظمها أمس الأحد لتسليط الضوء على ما شاب دورة ماي من اختلالات وتجاوزات. واعتبر "البيجيدي" أن مثل هذا الصراع يعكس هزالة وتدني مستوى السياسيين الذين يدبرون شؤون العاصمة، وهو ما تطور إلى العنف بين أطراف من الأغلبية التي تنافح عن مصالحها في مقابل مصالح العمدة. ونبه الفريق إلى أن تواصل تداعيات الاختلاف العميق بين العمدة ورئيس مقاطعة حسان رغم أنهما من نفس الحزب، يؤثر على الخدمات الموجهة للساكنة، التي تدفع كلفة هذه الصراعات.