- قال أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة "الإصلاح والتوحيد"، إن العالم إذا كان تابعا علميا لغيره فقد زهقت روحه العلمية، مسددا رماح نقده إلى علماء السلطة التابعين في الأنظمة السلطوية. وأوضح الريسوني إن المطالبة بتحرر العالم الأمر لا يتعلق بثورية ولا بتعدي فالعالم سلطته هي أدلته، كما قال. وأكد الريسوني الذي كان يتحدث أمام ملتقى شبيبة حزب "العدالة والتنمية"، الذي يختتم فعالياته نهاية هذا الأسبوع، على ضرورة إسقاط أي خطوط حمراء في الاجتهاد الفقهي والإفتاء، معتبرا أن "طبقة كبيرة من الفقهاء تعيش التبعية للدولة الوطنية التي يعيش فيها". ووجه الريسوني، الخبير السابق بمجمع الفقه الإسلامي بجدة ، نقده لعلماء المغرب "التابعين"، وللماء السعودية الذين قال "إنهم يتحدثون في كل شيء إلا في الأمور المتعلقة بالحاكم والسياسة". وهاجم الريسوني بقوة علماء وأمراء السعودية عندما وصفهم بأنهم "ظلمات بعضهم فوق بعض"، دون أن يستثني علماء السعودية واصفا إياهم بأنهم "يأكلون الطعام ولكن لا يمشون في الأسواق"، في إشارة منه إلى ابتعادهم عن الإفتاء في الأمور السياسية. وقال الريسوني في هذا السياق، أنه خاطب أحد شيوخ السعودية بالقول:" علماؤكم وأمراؤكم كلهم ظلمات بعضهم فوق بعض". وفي الحالة المغربية قال الريسوني إن هناك من يعتبر أن المغرب بلد يحكمه أمير المؤمنين لتحديد سقف الاجتهاد، إلا أنه علق على ذلك بقوله: "أمير المؤمنين لا يمكنه أن يغلق فم أحد". وحسب الريسوني فإنه "ليست هناك قضية غير قابلة للدراسة الفقهية والشرعية"، بما أن "الله أشرك العقل البشري في إنتاج الدين وأحكامه"، حتى لا يبقى الإنسان مجرد "آلة ميكانيكية لتنفيذ أحكام الدين"، وإنما "خصص له حيزا للاجتهاد وتكييف الأحكام" حسب قوله. من جهة أخرى قال الريسوني إن الربيع العربي قلص نسبيا من الخطوط الحمراء، وأن السبيل الوحيد لاختيار الحكام بطريقة شرعية هي الأمة، وما دون ذلك استثناء".