يفحص تقرير المخاطر العالمية 2023، الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي، كيف سيؤدي اتساع الانقسامات الجيوسياسية والاقتصادية والمجتمعية إلى تفاقم الأزمات القادمة، وبالنسبة للمغرب كانت أزمة تكلفة المعيشة على رأس المخاطر الخمسة الأولى التي تم تحديدها ضمن استطلاع رأي شمل خبراء وصناع قرار في العالم. بالاعتماد على رؤى من أكثر من 1200 خبير وصانع سياسات في جميع أنحاء العالم، يكشف التقرير عن بعض المخاطر الرئيسية على المدى القصير، ويسلط الضوء على المخاطر المتصاعدة على مدى العقد المقبل، ويبحث في كيفية التنافس على الموارد الحيوية مثل الغذاء والمعادن. وأفضى الاستطلاع أن الخطر الثاني الذي يحدق بالمغرب بعد أزمة المعيشة، هو التضخم السريع أو المستمر، يليها صدمات شديدة في أسعار السلع الأساسية، فضلا عن أزمات حادة في العرض من السلاع الأساسية، والخطر الخامس يتعلق بأزمات الديون. وجاء في التقرير أن السنوات الأولى من هذا العقد بشرت بفترة اضطراب في تاريخ البشرية بشكل خاص، فسرعان ما تعطلت العودة إلى "الوضع الطبيعي الجديد" في أعقاب جائحة كوفيد، بسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما أدى إلى سلسلة جديدة من الأزمات في الغذاء والطاقة، مما أدى إلى تفاقمالمشاكل التي سعت الدول خلال إلى حلها. وأورد التقرير انه مع بداية عام 2023، يواجه العالم مجموعة من المخاطر التي تبدو جديدة تماما ومألوفة بشكل مخيف، حيث يشهد الناس عودة المخاطر "القديمة" بما في ذلك التضخم، وأزمات تكلفة المعيشة، والحروب التجارية، وتدفقات رأس المال الخارجة من الأسواق الناشئة، والاضطرابات الاجتماعية المنتشرة، والمواجهة الجيوسياسية، وشبح الحرب النووية. وعد التقرير "الفشل في التخفيف من تغير المناخ" و "فشل التكيف مع تغير المناخ" أكثر المخاطر خطورة التي تواجه العالم في العقد المقبل، تليها "الكوارث الطبيعية والظواهر الجوية المتطرفة" و"فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظام البيئي". ورجح التقرير أن تؤدي الطلبات المتزايدة على موارد القطاعين العام والخاص من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية قصيرة المدى التي تُعزى إلى التوترات الجيوسياسية إلى تقليل سرعة وحجم جهود التخفيف على مدى العامين المقبلين.