قال محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن المغرب يعرف بداية موسم فلاحي جد صعب، بعد الموسم المنصرم والاستثنائي بكل المقاييس حيث عرف جفافا مطولا. وأشار صديقي في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، بمجلس النواب، اليوم الاثنين، أن هذه الظروف تتزامن والسياق العالمي المتوتر والمأزوم وارتفاع أسعار المواد الفلاحية والغذائية، والطاقة والمعادن الصناعية. وأضاف أنه بالنسبة للاستعدادات والتدابير المتخذة خلال هذا الموسم، فيما يخص تدبير ماء السقي، فإن هذا الموسم ينطلق بمخزون سدود جد منخفض. وأكد صديقي أن جل السدود الفلاحية وجهت للماء الشروب، ف 3.2 مليار متر مكعب التي تتواجد حاليا في هذه السدود، و 600 مليون متر مكعب هي التي ستخصص للسقي. ولفت إلى أن المساحة الإجمالية المتوقع سقيها على المدى الوطني تبلغ 417 ألف هكتار، بمجموع مليون و 600 ألف هكتار المسقية في السنوات العادية. وشدد صديقي على أن الوزارة تتابع بشكل دقيق ومستمر للوضعية المائية لترشيد استخدامها، والاقتصار على اعتماد الري التكميلي حسب المناطق وإعطاء الأولويات للأشجار المثمرة. إلى جانب متابعة مختلف البرامج والمشاريع الاستثمارية المتعلقة بالري حسب أهداف استراتيجية الجيل الأخضر التي تتوخى استهداف مليون هكتار بتقنية التنقيط. وأبرز أن الوزارة تواصل مشاريع تحلية مياه البحر، فبعد الانتهاء من مشروع شتوكة، هناك 15 ألف هكتار مسقية بمياه البحر، إضافة إلى الشروع في تنزيل مشروع تحلية مياه البحر بالطاقة الريحية لإنشاء محيط فلاحي على مساحة 5000 هكتار بجهة الداخلة وادي الذهب، وإطلاق دراسة لنفس المشروع في جهة كلميم واد نون. وأوضح أنه تم إنتاج مليون و 100 ألف قنطار من البذور الخريفية المعتمدة، من أصناف ملائمة ذات مردودية عالية رغم صعوبة السنة الماضية، مشيرا أن هذه البذور مدعمة بثلث تكلفة الإنتاج من طرف الدولة. وتحدث صديقي عن دعم سلاسل الإنتاج بالأعلاف، ودعم الحليب واللحوم الحمراء للحفاظ على توازن أسعارها، وحماية الصحة الحيوانية بالمجان ضد الأمراض المعدية والأوبئة، ومواصلة دعم نقاط المياه لتوريد الماشية حسب المناطق. ولفت إلى أنه تم رفع من المساحة المؤمنة ب 200 ألف هكتار، للوصول إلى مليون و 200 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية الخاضعة للتأمين الفلاحي. وأبرز أن حجم الإعانات المرتقب أن يقدمها صندوق التنمية الفلاحية تصل إلى 3.7 مليار درهم، والتي من المنتظر أن تحقق استثمارات تبلغ 7.4 مليار درهم. وشدد على أنه تم تهيئة مليون و 300 ألف هكتار للزراعات الخريفية منها 11 في المائة مسقية، وزرع 320 ألف هكتار بالزراعات الخريفية الكبرى، والإكثار من البذور الخريفية على مساحة 50 ألف هكتار 41 في المائة منها مسقية، ومنح الإعانات في إطار صندوق التنمية الفلاحية لاقتناء معدات وآلات الزرع بنسبة 50 في المائة. وأكد أن 80 في المائة من الإعانات تذهب للفلاح الصغير والمتوسط، وليس هناك فلاح كبير تدعمه الدولة، لأن هذا الأخير يملك الإمكانيات والدولة تقدم له التحفيزات، وكل الفلاحة التضامنية تذهب للفلاح الصغير.