كشف علماء وكالة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" عن صورٍ لأكبر حفرة أحدثها نيزك على سطح المريخ، حيث بيّنت الموجات الزلزالية الناجمة عن الاصطدام تفاصيل جديدة حول بنية قشرة الكوكب الأحمر وطبقاته الخارجية. وأوضحت "ناسا" أن نيزكاً يبلغ قطره ما بين 5 أمتار و12 متراً، تحطّم في 24 دجنبر الماضي على المريخ وتحديداً في منطقة يُطلق عليها "أمازونيس بلانيتيا" ما أدى إلى إحداث حفرة عرضها 150 متراً وعمقها 21 متراً. وقالت العالمة التي ترأس غرفة عمليات علوم المدار في شركة مالين لأنظمة علوم الفضاء في كاليفورنيا، ليليا بوسيولوفا خلال تصريحاتٍ أدلت بها يوم أمس الخميس: "حين رأينا تلك الصورة لأول مرة، كنّا مذهولين حقاً"، مستطردةً: "هو شيء لم نره من قبل". وأضافت العالمة بوسيولوفا أن "القدرة على معرفة ما حدث ومتى، وماهية النشاط الذي تولّد جراء إحداث أكبر فوهة تصادم (على كوكب المريخ)، هما اكتشافان ضخمان"، حسب تعبيرها. ووثّقت وكالة الفضاء الأمريكية الصوت الذي أحدثه ارتطام النيزك بالمريخ. ومن ناحية أخرى أعلنت "ناسا" أن المسبار "إنسايت"، الموجود على سطح المريخ، ستنفد طاقته وتتوقف عن العمل في غضون ما بين 4 إلى 8 أسابيع، بعد أن سجل أكثر من 1300 "هزة مريخية". و"إنسايت"، هو أحد الروبوتات الأربعة الموجودة حاليا على المريخ مع المسبارين الأمريكيين "برسيفيرنس" و"كوريوسيتي" والصيني "جورونغ"، قد وصل إلى الكوكب الأحمر في نونبر 2018. وسمح له جهاز قياس الزلازل المدمج به، وهو من صناعة فرنسية، بتحقيق إنجازات كبيرة. وكان عالم فيزياء الكواكب بمختبر الدفع النفاث التابع ل"ناسا" بروس بانيردت قال: "إن الغبار يتراكم على الألواح الشمسية التي تجلب الطاقة للمسبار وإن الوضع يتفاقم بسبب عاصفة ترابية الأمر الذي يستنفد بطاريته"، مضيفاً أنه حين تنفد الطاقة، ستفقد "ناسا" الاتصال بالمسبار. ولطالما طرحت التركيبة الداخلية للمريخ "علامة استفهام كبيرة"، وفق بانردت الذي يعمل على هذه المهمة منذ أكثر من عشر سنوات. لكن بفضل "إنسايت"، "تمكننا للمرة الأولى في التاريخ من وضع خريطة لباطن المريخ"، على حد تعبير بانرديت.