كوم: قالت وكالة رويترز للأنباء إن الرئيس السابق محمد مرسي كان بإمكانه الحفاظ على منصبه وتجنب عزله من قبل الجيش عقب مظاهرات 30 يونيو الحاشدة لو أنه التزم باتفاق عرضه عليه الاتحاد الأوروبي بينه وبين أحزاب المعارضة. وأضافت الوكالة في نسختها الأمريكية يوم الأربعاء، نقلا عن سياسيين مصريين ودبلوماسيين غربيين، أن برناردينو ليون، مبعوث الاتحاد الأوروبي، توسط في أبريل الماضي لعقد اتفاق بين مرسى وأحزاب المعارضة. بنود الاتفاق وتضمن الاتفاق وفقا لرويترز وشبكة يورو نيوز الأوروبية موافقة ستة من أحزاب المعارضة وتحديدا العلمانية بالاعتراف بشرعية مرسى وخوض الانتخابات البرلمانية التي هددوا بمقاطعتها، مقابل أن موافقة الرئاسة على تغيير رئيس الوزراء هشام قنديل وخمسة من الوزراء الرئيسيين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكنوقراط، الإضافة إلى إقالة النائب العام طلعت عبدالله، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية. ووفقا للتقارير المنشورة على رويترز ويورونيوز فإن مرسى والإخوان المسلمين أهدروا عرضا لسد الفجوة السياسية العميقة في البلاد، وذلك لاقتناعهم بان انتصارهم في الانتخابات اعطاهم اساسا كافيا للحكم، إلا أن الجيش أطاح بهم بعد أقل من ثلاثة شهور عقب خروج المعارضة للشوارع في مظاهرات حاشدة. وذكرت رويترز أن قناعة مرسى وجماعته بأن الانتصارات الانتخابية تمنحهم أساسا كافيا للحكم، فإنهم رفضوا العرض الذى كان من شأنه أن ينهى الانقسامات السياسية في البلاد، ليتم الإطاحة بهم من الحكم بعد أقل من ثلاثة أشهر، حيث خروج الملايين الرافضة لحكمهم. وتشير إلى أن الفشل في التوصل لاتفاق يظهر التحدي الذى يواجه الاتحاد الأوروبي في إطار سعيه لرفع مكانته في المنطقة، حيث عملت الولاياتالمتحدة كوسيط وحيد منذ فترة طويلة، لكن بالنظر إلى الكراهية العميقة بين المصريين تجاه واشنطن، فإن الاتحاد الأوروبي ربما يكون الوسيط الأمين الوحيد. وعادت ممثلة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، إلى القاهرة في جهود جديدة لتحقيق توافق في الآراء؛ حيث من المقرر أن تلتقي الرئيس المؤقت ووزيرا الدفاع والخارجية وسياسيين ونشطاء في المجتمع المدني. وقالت رويترز نقلا عن مقربين من المحادثان إن سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، ساعد في المفاوضات لكنه لم يتمكن من إقناع مرسى والقادة الرئيسيين في الجماعة بها. ونقلت رويترز عن وثيقة قالت إنها اطلعت عليها وتمثل الخطوط التمهيدية للاتفاق، النص على تأييد المعارضة لقرض صندوق النقد الدولي البالغ 4.8 مليار دولار، والذى بدوره يمكن أن يفتح الأفاق نحو مساعدات أكبر وفرض استثمارية لإنقاذ الاقتصاد المصري. وقال حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، لرويترز، ''إننا بذلنا قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق، لكن موقف مرسى لم يتغير.. حيث طالب بحوار غير مشروط خالٍ من جدول أعمال أو أهداف''. وأضاف ''لو كان مرسى قد قبل بهذه الخطوات لبناء الثقة، كانت المعارضة ستلتزم بالاعتراف الكامل بشرعيته وخوض الانتخابات البرلمانية''. ''والحق يقال أنه حتى لحظة إطاحة الجيش بمرسي يوم 3 يوليو، فإن الرئيس ظل على ادعاءاته بشرعيته الانتخابية، وأظهر علامات قليلة على استعداده لتقاسم السلطة''، تقول رويترز. ولفتت رويترز إلى أن مرسي في المرات الأخيرة التي ظهر فيها اتهم معارضيه برفض عروض متعددة منه للتوافق والخروج من الأزمة. ونقلت رويترز كذلك عن وائل هدارة، أحد مساعدي مرسي، أن ''الرئيس قال إنه سينظر في تشكيل حكومة ائتلافية''، في كلمته المتلفزة قبل ساعات من الإطاحة به. وأوضح هدارة لرويتزر في إيميل أن ''العنف والاضطرابات هي المشكلة الرئيسية التي واجهت مصر.. فأحزاب جبهة الإنقاذ بدت غير قادرة على كسب شعبية، بالنظر إلى الاقتراعات التي شاركت فيها''. وقال فريد إسماعيل، القيادي بالإخوان المسلمين، في مقابلة مع رويترز إن شارك مع زملاء له في المحادثات مع مبعوث الاتحاد الأوروبي بشأن تسوية سياسية، مضيفا أن جبهة الإنقاذ عرض عليها ''مشاركة فعالة'' في الحكومة. إلا أن إسماعيل قال ''كان هناك نية مبيته لرفض أي شيء.. حتى نصل إلى الانقلاب العسكري''. "واشنطن دعمت المبادرة الأوروبية" وأكد دبلوماسيون أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أجرى اتصالا هاتفيا بمرسى في مارس الماضي، وأبلغه بتأييد واشنطن للمبادرة الأوروبية، كما رافقت أن باترسون، السفيرة الأمريكية في القاهرة، المبعوث الأوروبي في لقاء مع مرسى. ووفقا للمشاركين في المحادثات فإن مرسى لم يرفض أبدا الاقتراح، لذا فإنهم يعتقدون إما أنه عنيد أو لم يتمكن من التوصل إلى موافقة قيادة جماعة الإخوان على المبادرة الأوروبية، وقد تدخلت الأحداث لإخراج المبادرة عن مسارها، ويقول أحد المشاركين: ''كان هناك اقتراح مفصل ومقبول بين جميع قادة جبهة الإنقاذ الوطني، تم إرساله لمرسى، لكننا لم نحصل على رد''. وقالت رويترز إن الولاياتالمتحدة رمت بثقلها وراء مبادرة الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن ذلك بسبب اشتباه الإخوان بأن واشنطن تدبر مع الجيش ضدهم، في الوقت الذي اتهمت المعارضة العلمانية والإعلام المصري الأمريكان بالتعاون الوثيق مع الإخوان.