مستفيدين من الضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية، تمكن عشرات الشبان جلهم مغاربة من الهجرة سباحة نحو مدينة سبتةالمحتلة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وكشفت الصحافة بمدينة سبتة أن التقديرات الرسمية تؤكد أن ما يفوق 100 شخص حاولوا خلال الأيام الثلاثة الماضية تجاوز كاسر الأمواج، والسباحة نحو الثغر المحتل، من مختلف الأنحاء. وشهدت الحدود بين الجانبين ضغطا كبيرا خلال الأيام الماضية، خاصة في ساعات الصباح الباكر مع اشتداد الضباب. وأكدت ذات المصادر أن الغالبية العظمى ممن حاولوا العبور، كانوا من المغاربة، إضافة إلى وجود بعض الأشخاص من دول جنوب الصحراء. هذا الوضع الذي يتكرر بشكل يومي تقريبا، يضاعف عمل السلطات الأمنية المغربية والإسبانية، لمنع وصول المهاجرين، يضيف ذات المصدر. كما أن السلطات بمدينة سبتة تعمل بتنسيق مع السلطات المغربية على إرجاع الذين تمكنوا من العبور، من غير القاصرين، وهو الإجراء الذي يقبل به الجانب المغربي. كما أن هذه العمليات لا تخلوا من مخاطر، خاصة مع إمكانية الغرق خلال المحاولة، فيوم الأربعاء اختفى مواطنان مغربيان في الساعات الأولى من الصباح بعدما ألقيا بنفسيهما في الماء، ولا يزال مصيرهما مجهولا، وعائلتهما متخوفة من أن يكونا قد لقيا حتفهما. وفي الفترة من يونيو إلى غشت الجاري ، تمكن ما يزيد عن 120 طفلاً، معظمهم من المراهقين، من دخول سبتةالمحتلة، وشكل طريق السباحة المسار الأساسي لذلك. وأبرزت ذات المصادر أن المهاجرين يستغلون الضباب الكثيف مع امتلاء الشواطئ بالمصطافين، وهو ما يشكل بيئة مواتية للعبور، وأفضل فرصة خلال السنة، رغم أن محاولات السباحة تستمر في الأشهر الموالية مع مخاطر أكبر بسبب البرد.