وكالات : فجّرت صفحة على موقع "فايسبوك" عاصفة من الجدل والسخرية بين المصريين، بسبب سؤال حول جواز جهاد النكاح في ميدان رابعة العدوية، حيث يعتصم الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وجاء في تدوينة في صفحة الأخوات المنقبات ضد التبرج والعلمانية: "وصلنا سؤال من إحدى الأخوات في الصفحة: هل يجوز جهاد النكاح الآن في ميدان رابعة العدوية وسائر ميادين مصر التي يتواجد فيها المؤيدون، بعد بيان الجيش العلماني واعتصام المجاهدين وتأهبهم لما سيحدث خلال ساعات؟" وحملت إجابة "أدمن" الصفحة تصريحًا ضمنيًا بإباحة جهاد النكاح للمعتصمين في ميدان رابعة العدوية، وسائر الميادين التي يعتصم أو يتظاهر فيها أنصار مرسي. وورد في الإجابة: "الجواب للأخت الكريمة ولجميع الأخوات: ليس الآن". وأضاف: "دعونا ننتظر أولًا ما سوف يحدث، وثبت الله المجاهدين وقوى من عزمهم... آمين". امتناع جنسي لم يكن ذلك السؤال الوحيد المثير للجدل في تلك الصفحة، لكنها نشرت سؤالًا آخر حول جواز امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها جنسيًا إذا كان من معارضي مرسي. وورد في التدوينة: "وصلنا سؤال من إحدى الأخوات، تسأل فيه إن كان يجوز لها الامتناع عن زوجها العاصي لله، فهو تارك للصلاة ويشرب الخمر، ويشارك في التظاهرات ضد المشروع الإسلامي، وكان من ضمن المحاصرين لمسجد الجمعية الشرعية في المنصورة، "وأنا أتأذى من كل ذلك بسبب معصيته والرائحة الناتجة من السُكر، وكذلك عن الاشتباكات والقنابل، ولم أعد أطيقه، فهل يجوز لي الامتناع عنه أم سأكون ناشزة؟". أباح لها "أدمن" الصفحة الامتناع عن معاشرة زوجها جنسيًا، لأنه من معارضي مرسي. وقال في الإجابة: "الجواب: نعم طالما تتأذين من ذلك، فذلك جائز يا أختاه". وأضاف: "جاء في فتاوى ابن حجر الهيتمي: وَسُئِلَ عَمَّا إذَا امْتَنَعَتْ الزَّوْجَةُ من تَمْكِينِ الزَّوْجِ لِتَشَعُّثِهِ وَكَثْرَةِ أَوْسَاخِهِ هل تَكُونُ نَاشِزَةً؟ فَأَجَابَ بِقَوْلِهِ: لَا تَكُونُ نَاشِزَة بِذَلِكَ، وَمِثْلُهُ كُلُّ ما تُجْبَرُ الْمَرْأَةُ على إزَالَتِهِ أَخْذًا مِمَّا في الْبَيَانِ عن النَّصِّ أن كُلَّ ما يَتَأَذَّى بِهِ الْإِنْسَانُ يَجِبُ على الزَّوْجِ إزَالَتُهُ. وهذه من الفتاوى الفقهية الكبرى". سخرية وتهكم تعرّضت الصفحة ومسؤولو إدارتها لعاصفة من السخرية والانتقاد. وكتب النشطاء العديد من التدوينات المشتعلة بالغضب، فيما كتب آخرون تدوينات تشكك في الصفحة، وترجّح أن يكون الهدف منها تشويه الإخوان. ومن تلك التعليقات: "لو في جهاد نكاح إحنا مستعدين نسيب التحرير ونيجي رابعة.. الله يخرب بيت الحشيش"، "لو في جهاد النكاح أنا اول واحد هروح أجاهد مع المنقبات ههه.. والله حرام الواحد صايم ومش عاوز يفطر"، "جتكو ستين نيلة، دانتو لازم لكم مستشفى أمراض عقلية"، "جهاد المناكحة في ساحة رابعة العدوية! تكبيرررر"، "كيف يفكرون؟"، "الله يخرب بيوتكم.. انتو هتجيبو العار للبلد والمرض للناس.. روحوا افتحو بيوت دعارة أحسن". ومن ضمن التعليقات أيضًا: "يا جماعة اخطر ما في هذا البوست مش تحليل جهاد النكاح، لأن الدنيا كلها عارفه هوسهم الجنسي لدرجة أنهم يحللون ما حرم الله!! لكن الخطير هي العبارة دي: "تأهبهم لما سوف يحدث خلال ساعات!!" يعني الرجالة والستات كانوا مبيتين النية للهجوم على الجيش في يوم 3/7، وده اعتراف صريح منهم بالاعتداء مع سبق الاصرار والترصد"، "أول ماقريت البوست قلت طبعًا وأكيد حد عامل صفحة مش حقيقية وكاتب بوست استفزازي لشحن الناس ضد مؤيدي مرسي، بس بعد جولة سريعة في الصفحة، اكتشفت انها بجد وبحق وحقيقي"، "نكاح إيه بس يا ولاد الجربانة ده انتو الناس اشتكت من ريحتكوا"، "صباح الفضايح والجهاد". واتهم البعض هؤلاء بتشويه الإسلام، وكتب أحدهم: "الناس اللي زي دي شوّهت صورة الإسلام... حسبي الله ونعم الوكيل... على فكرة مش كل منتقبة رأيها كده... ربنا يرحمنا من العالم الزبالة"، "مصر خربت، جهاد نكاح للمجاهدين في ميدان رابعة العدوية!! أهم شي أنه صاروا مجاهدين!"، "ليس الآن يا أختاه اتقلي تاخدي نضييف! الله يحرقكم بغاز وسخ". الصفحة مصرّة شكك البعض في هوية الصفحة، وأنها قد تكون مدسوسة بهدف تشويه الإخوان، ومن تلك التعليقات: "صدق أو لا تصدق.. أنا شخصيًا لا أصدق هذا الجنون المنشور على صفحة مؤيدة للرئيس"، "هي دي صفحة بجد ولا اشتغالة وتريقة ع الاخوان؟". وكتب آخر: "سبحان الله نفس الإشاعة اللي طلعها جيش وإعلام بشار على مجاهدي الجيش الحر". ورغم الانتقادات والسخرية، ردت الصفحة بإعلان الإصرار على الفتوى. وقال "الأدمن": "بعدما انهالت علينا رسائل الاستفزاز والسباب من البعض والتأييد من البعض الآخر لإحدى منشورات الصفحة، والتي نشرناها يوم 2 يوليو قبل الانقلاب على الدكتور مرسي بخصوص سؤال احدى الاخوات عن جهاد النكاح في ميدان رابعة العدوية وسائر ميادين مصر، وبعدما شعرنا بالخطر يقترب، نريد أن ننوه بأنه يجب على الجميع الجهاد ضد هذا الظلم". مشيرًا إلى أن المرأة لا تستطيع أن تقاتل وإن وجد الكثير من الأخوات لديهن القدرة على القتال، ولكن ليس أكثرية لذلك يجب علي النساء المساعدة والجهاد، ولا يشترط أن يكون القتال قتالًا في جهاد المرأة، ولكن توفير احتياجات المسلمين وإعانتهم. ونريد أن ننوه بأن صفحتنا ليست لها علاقة رسمية بمنظمي اعتصام رابعة العدوية، ولكن تمثلنا فقط، ونطمئن الجميع إلى أن لا شيء يحدث أبدًا إلا بضوابط شرعية، ولا توجد تفاصيل يمكن أن نقولها هنا أكثر من ذلك". تشويه مرسي قال سيف الناحل، عضو جماعة الإخوان المسلمين، ل"إيلاف" إن هناك محاولات لتشويه صورة مؤيدي مرسي، مشيرًا إلى أن حملة تشويه الإخوان وتيار الإسلام السياسي لم تتوقف لحظة منذ تولي مرسي مقاليد الأمور، بل قبل ذلك بسنوات. وأوضح أن تلك الحملات إشتدت أخيرًا، لاسيما بعد الإنقلاب العسكري، منوهًا بأنه يتم استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في نشر الشائعات. ونبه إلى أن الكثير من الشائعات انطلق من صفحات على فايسبوك، مثل الشائعات، التي تقول إن شباب جماعة الإخوان انشقوا عن الجماعة، ويتهمون المرشد العام بقيادة الشباب إلى إهدار دماء المصريين والقيام بعمليات عنف ضد الجيش. وأشار إلى أنه واحد من شباب الإخوان، ولم ينشق، واتصل بالكثير من شباب الجماعة، ولم يثبت أن هناك شبابًا إنشقوا عن الجماعة، داعيًا المصريين إلى عدم تصديق تلك الشائعات.