عندما أنظر الى الوضع في مصر، تقفز امامي التركة الثقيلة والهائلة التي خلفتها سياسة الانظمة السابقة، وأهمها: أ. ديون مصر الخارجية والداخلية. ب. الاستقلال السياسي والاقتصادي والعسكري والديني. ج. المعاهدات الدولية التي تكبل مصر، وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفد. د. الأمن القومي، وحماية سيادة مصر. ه. الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. و. المحافظة على وحدة التراب والشعب المصري، وخاصة بين الاقباط والمسلمين. ز. اعادة كرامة مصر المهدورة على مدى ثلاث عقود ونيف وارجاع مصر الى مكانتها الحقيقية. ح. حماية امواه النيل من السرقة. ط. الجهل العارم ومحاربة الامية. ي. الفقر ك. البطالة ل. معالجة إحتكار الثروة والسيطرة على مراكز الاقتصاد من قبل مجموعة صغيرة جدا من المصريين. م. تجذر الفساد على جميع الاصعدة، وانتشار الفوضى العارمة في صفوف المجتمعات المصرية. هذه التركة وهنالك الكثير غيرها ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تراكم الاخطاء السياسية التي ارتكبتها الحكومات السابقة ما بعد نهاية الحكم الملكي الى يومنا هذا. ما لاحظناه على مدى العام الماضي، أن جماعة الاخوان المسلمين لم يقدموا اي مشروع سياسي يعمل على فك قيود مصر من هذه التركة الثقيلة والمرعبة، وإن أغلب رجالهم الذي تبوأوا مراكز القيادة ليس رجال دولة، بل وصلوا الى مناصبهم بسبب ولائهم للحزب الذي اوصلته الى الحكم صناديق الاقتراع. وتبين للعالم أجمع أنهم غلاة في الدين ويدعون الى العصبية المقيتة التي تشيع القتل والبلطجة في صفوف المجتمع المصري! وان انتشار الفضائيات المصرية التي تبث الفتنة في صفوف مجتمع الوطن العربي وإختيال رجل الدين الشيعي حسن شحاته ورفاقه لدليل على ذلك. أيضاً، إرتكبوا خطأ فضيع بالتملق للصهاينة على حساب كرامة الشعب المصري وعدم احترام مطالب الثورة، حينما بعث الرئيس مرسي برسالة الذل الى بيريز عندما أرجع السفير المصري الى اسرائيل. على اي قيادة جديدة لمصر أن تدرك أن قيادة هذا البلد ضمن هذا الحال الشائك، ليس نزهة على الاطلاق، وإنها تحتاج الى الى رجال دولة كفوئين ومخلصين لله وللوطن والشعب، ويتمتعون بالنزاهة وثقة الشعب لادارة مؤسسات الدولة والتخلص من هذه التركة المرعبة، وليس الاعتماد على اناس لا يعرفون جدول الضرب في السياسة بحجة انتمائهم الى الحزب الفائز في الانتخابات.