بوقنطار: قضية الصحراء لا يؤثر فيها فاعل واحد تساءل متتبعون لشأن ملف الصحراءن ما إذا كانت الأرض قد مِيدَت، صباح الأربعاء 5يونيو، من تحت أقدام الرباط بعدما تناهى لعلمها خبر تعيين صاحبة المبادرة الأمريكية الرامية إلى توسيع مهام "المينورسو" لتشمل حقوق الانسان في الصحراء، سوزان رايس، مندوب الولاياتالمتحدةالأمريكية، في منصب مستشارة الأمن القومي. وكما يعلم الجميع فإن الدائرة التي عينت فيها رايس تعتبر واحدةمن أهم دوائر صناعة القرار السياسي الأمريكي بل ومختبر تدبير بؤر التوتر العالمية ومكان هندسة الخرائط الدولية. فأي تداعيات لهذا التعيين الجديد لرايس على ملف الصحراء والمصالح المغربية عموما؟ بوقنطار: قضية الصحراء لا يؤثر فيها فاعل واحد بالنسبة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس أكدال الحسان بوقنطار، لا شيء يدعو للقلق من هذا التعيين لماذا يسأل الموقع فيرد بوقنطار "لأن السياسة الخارجية الأمريكية لا يصنعها شخص واحد بل هي نتاج لتفاعل عدة أشخاص وعدة قوى". ويرفض بوقنطار أن يستنتج من تعيين سوزان رايس في منصب المستشارة القومية بأنها ستصبح الفاعلة الوحيدة في السياسية الخارجية، وخاصة في الملفات التي تهم المغرب، كما هو الشأن بالنسبة لملف الصحراء. مشيرا إلى أن تجربتها عندما كانت مندوبة لبلدها في الأممالمتحدة وفشل المقترح الذي قدمته لتوسيع مهمة "المينورسو" لتشمل حقوق الإنسان بين بشكل واضح أن قضية الصحراء لا يؤثر فيها فاعل واحد ولا يؤثر فيها تصور وحيد بل إنها نتاج لتركيب من التأثيرات التي يتداخل فيها ما هو جيوسياسي وماهو مرتبط بعناصر أخرى كما هو الأمر بالنسبة للجانب الحقوقي. لكن بوقنطار يدعو المغرب، بعدما مر من امتحان محاولة توسيع مهام "المينرسو" إلى أن يتفاعل من خلال آليته الوطنية مع أوضاع حقوق الإنسان في ظل احترام دولة القانون والحقوق؛ قبل أن يخلص للقول " لا ينبغي أن نقلق لهذا التعيين فهو يستجيب بالدرجة الأولى لعوامل مرتبطة بالإدارة الأمريكية نفسها". منجب: لن ترتاح الرباط بذهاب سوزان رايس من الأممالمتحدة أما المؤرخ والمحلل السياسي المعطي منجب، فلا يظن أن مغادرة سوزان رايس (Susan Rice)لمنصب ممثلة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة سيكون له تأثير كبير في الموقف الأمريكي من المغرب ومن قضية الصحراء. ويوضح منجب للموقع أن سوزان لم تكن أبدا خصما للمغرب،...بقدر ما أنها فقط كانت تهتم كثيرا بقضية حقوق الإنسان إلا عندما يتعارض ذلك طبعا مع مصالح الولاياتالمتحدة. ويرى منجب في حديثه للموقع أن سوزان كإفريقية-أمريكية كانت متعاطفة وفخورة بنجاحات جمهورية جنوب إفريقيا وبالرمز العالمي نيلسون مانديلا مرجحا أن يكون هذا هو ما أثر في مبادرتها الخاصة بالمينورسو. ويستبعد منجب أن تكون معاناة الرباط قد انتهت بإبعاد رايس عن الأممالمتحدة، مشيرا إلى "السيدة التي ستعوضها وهي سامنتا باور (Samantha Power) مثقفة معروفة وحاصلة على جائزة بوليتزر الشهيرة". وحسب منجب دائما فإن سامنتا باور تهتم كذلك بحقوق الإنسان بل وانتقدت بشدة في كتابها:"مشاكل من جهنم" سياسات واشنطن فيما يخص الخروقات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في العالم وسياسة الكيل بمكيالين ومن بين ما قالته في كتابها : لماذا تنتقد الحكومة الأمريكية ما تسميه "نقصا في الديمقراطية في فلسطين، ولكن ليس في باكستان". ويرى منجب أن سامنتا باور لها حظوظ كبيرة في الفوز بالمنصب وهي ولاشك إذا تعرضت لقضايا حقوق الإنسان بشمال إفريقيا ستكون جد منتقدة للمغرب والبوليساريو على السواء. عروب: ملف الصحراء ليس نقطة ساخنة من قضايا أمن أمريكا القومي هند عروب، مُؤسِّسة مركز هيباتيا الإسكندرية للتفكير والدراسات، ترى أن حنكة وكفاءة سوزان رايس هما ما تحكم في خلفيات تعيينها في هذا المنصب الحساس. تقول عروب:" ينبغي العلم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حين تقرر تعيين أحدهم في منصب حساس كمنصب مستشار الأمن القومي، فإنه يتم تعيين من يرونه ذا حنكة و خبرة بأهم الملفات الثقيلة التي تشغل الأمن القومي بأمريكا، أي الملفات التي تعد أولوية أمريكية كالعلاقة بإسرائيل، وتدبير غليان منطقة الشرق الأوسط و انفجاراتها المتواصلة وخاصة المرحلة الراهنة؛ حيث اختلطت الأوراق بالثورة السورية والملف الإيراني و دور حزب الله بالمنطقة. أضف إلى ذلك تنامي قوى دولية أخرى كروسيا والصين و معارضتهما لأمريكا في العديد من القضايا (كالملف السوري) بمجلس الأمن . إن أمريكا اليوم بحاجة إلى استشارة شخص خبير لتدبير دولي لمرحلة ما بعد الهيمنة الأمريكية المطلقة". و ترى عروب في تصريحها للموقع أن ملف الصحراء ليس بالملف الثقيل الذي من شأنه أن يحضر على طاولة نقاش تعيين رايس كمستشارة الرئيس للأمن القومي. فالملف، تضيف نفس المتحدثة موضحة، "لا يمثل أولوية ضمن أجندة السياسة الخارجية الأمريكية ولا يشكل قضية ساخنة من قضايا أمنها القومي ". وتستبعد عروب أن تتأثر العلاقات الأمريكية –المغربية بتعيين رايس بقدر "ما هي متأثرة بالأداء الرديء للدبلوماسية المغربية و غياب رؤية استراتيجية واضحة للملف الصحراوي ". كما تستبعد عروب أن تكون أمريكا بهذا التعيين تود ضرب العلاقات المغربية –الأمريكية، من الناحية الإقليمية و الاستراتيجية،. ف"أمريكا" توضح عروب، "واعية بالأهمية الاستراتيجية لصحراء شمال افريقيا بأكملها في الحرب على الإرهاب". مما تراه عروب فرصة أمام الدولة المغربية كي تبادر إلى تحسين أوضاع حقوق الإنسان بالصحراء "حتى لاتفتح المنافذ على مصراعيها لقاعدة المغرب الإسلامي التي تعسكر بالجوار فقط". السليمي: الجزائر والبوليساريو هما الخاسران من هذا التعيين من جانبه يرى المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسا، أن الوضع الجديد لسوزان أصلح للمغرب من وضعها السابق. ويرى السليمي أن الموقع الجديد "لسوزان رايس" ليس له مخاطر على المغرب، اذ انه لم يعد لها هامش كبير للتواصل مع اللوبيات كما حدث في الأزمة الاخيرة المرتبطة بقضية الصحراء، ف"رايس"، يضيف السليمي موضحا، " في الموقع الجديد ستكون لها نظرة أخرى لقضايا المنطقة بعيدة عن الرومانسية التي أبدتها مع منظمة "روبيرت كينيدي" و"اميناتو حيدر" وستكون نظرتها لقضية الصحراء مرتبطة باستقرار المنطقة ككل، والاستشارات المقدمة للرئيس من طرف مستشارة الأمن القومي تكون فيها حسابات اكبر من العواطف". بل ويرى السليمي أن الازمة الأخيرة التي وقعت بخصوص قضية الصحراء أعادت بناء تصورات امريكا بخصوص المغرب، مما جعله يستنتج أن هذا الموقع الجديد لرايس "لن يكون مؤثرا في قضية الصحراء، مشيرا إلى أن "الطرف الخاسر فيها هو الجهة الأخرى البوليساريو والجزائر".