تعليقا على حدثين وقعا في هذه المملكة السعيدة، الأول حدث قبل أسبوعين بتنغير، والثاني وقع في بحر هذا الأسبوع بتازة. لتتبين الرؤية أيها القارئ الكريم سأعرض عليك مختصرا عن الحدثين: الحدث الأول: إلقاء القبض على المتهم الرئيس بقتل الدركي في تنغير بعد فرار دام أكثر من ثلاث سنوات، وهو يرتاد أحد الفنادق بقلعة مكونة منتحلا اسما مستعارا. الحدث الثاني: مواطن مغربي يعمل أستاذ بأحد المدارس الابتدائية بتازة يضبط "بوليسي سري" يمارس الجنس مع زوجته، فجأة بدأ الأستاذ بالصراخ وهو ينادي الناس ليكونوا على حجة، فإذا ب"البولسي" ينزل عليه بضربات جعلت طريحا مغمىً عليه. هنا يمكن لنا أن نعقد مقارنة بين تعامل المخزن مع هذين الحدثين المختلفين في الزمن والمكان، تعامل المخزن مع الحدث الأول بكل صرامة بحيث قام بإحالة المتهم إلى المحكمة العسكرية وجر ذلك إلى إقفال وحدة سياحية والقبض على مديرها وبعض مستخدميها، فقط لأن الأمر يتعلق برجل أمن، أما الحدث الثاني فقد تعامل معه المخزن بتساهل بعد أن اعتدى رجل أمن على مواطن وممارسة الجنس مع زوجته، حيث يتم حمل الضحية على متن "صطافيت" إلى مخفر الشرطة بدل قسم المستعجلات وهو في حالة يرثى لها، تم التستر على البوليسي وتزوير المحاضر لصالحه. إذا كان الأمر يتعلق برجال الأمن الحدث الأول عموما أو المجرمين منهم خصوصا الحدث الثاني فإن الموازين تكون راجحة لصالحهم في كلتا الحالتين ولو كان على حساب المواطن، ويبقى الضحية هو المواطن المغربي، الذي لم يكفه الجوع والفقر و الوباء و التهميش .. زادوه "حكرة" رجال الأمن على عرضه ودمه وماله.