لا يزال الصحافي سليمان الريسوني، مواصلا معركة الأمعاء الفارغة منذ ما يقارب 100 يوم، فرغم المناشدات التي سبقت والتي تلت إدانته بالسجن خمس سنوات، من أجل إيقاف إضرابه عن الطعام، إلا أن الصحافي القابع في السجن منذ ما يزيد عن سنة يرفض وقف إضرابه. وأكدت سعاد براهمة، محامية الصحافي الريسوني أن الأخير وحتى بعد العلم بمنطوق الحكم عليه، فقد أكد إصراره على الاستمرار في إضرابه، ورفض أن يقدم أي وعد لهيئة دفاعه، التي زارته من أجل نقل المناشدات له لوقف الإضراب. وبدوره نقل المحامي محمد المسعودي عن الريسوني بعد زيارته أنه يؤكد من داخل سجنه صموده وبراءته، وأنه متشبت ب"الحرية ولا شيء غير الحرية"، وذلك من أجل مغرب الحقوق والعدالة. ومن جانب آخر كشفت براهمة أن هيئة الدفاع التي ناشدت الريسوني لإيقاف إضرابه، وبعد تشبثه بالاستمرار فيه، دعته للتفكير في الأمر على الأقل. وبخصوص المشهد الأخير لمحاكمة الريسوني، وعدم حضوره لسماع النطق بالحكم عليه، رغم أمر المحكمة بذلك، فقد أوضحت براهمة على حسابها ب"فيسبوك"، أن موظفي السجن قدموا لزنزانة الريسوني وأخبروه أن الشرطة تريده، وقد أجابهم "مرحبا، خذوني إليهم أو أحضروهم إلي"، قبل أن يترك هناك إلى حين إخباره في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة بالحكم. وإلى جانب المناشدات للريسوني بإيقاف إضرابه والتي كان آخرها مناشدة وقعها أزيد من 350 شخصية مغربية ودولية، تتوالى المطالب بالإفراج عن الريسوني منذ اعتقاله وحتى بعد الحكم عليه، كما تتوالى النداءات من أجل تصحيح ما شاب محاكمته من خروقات، ومن انتهاك لشروط المحاكمة العادلة. وخلف الحكم على الريسوني بالسجن النافذ خمس سنوات موجة من الغضب والسخط، حيث عبر حقوقيون وسياسيون ومنظمات وطنية ودولية عن استنكارها للحكم "الظالم" في حق الريسوني، والذي يكشف الدوافع الانتقامية من وراء محاكمته، خاصة أمام الخروقات السافرة لحقوقه وشروط المحاكمة العادلة.