- قالت منظمة أطباء بلا حدود ان المهاجرين من البلاد الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى في أفريقيا يتعرضون بصورة متزايدة لانتهاكات واهانات وسوء معاملة وأعمال عنف من المغاربة وسلطات الامن الاسبانية منذ اخر عام 2011. وتولى متطوعون في أطباء بلا حدود خلال العام الماضي علاج ما يزيد على 1100 مهاجر في مناطق بشرق المغرب قرب الحدود مع الجزائر وفي منطقة مليلية الخاضغة للسيطرة الاسبانية. وذكرت المنظمة في تقرير جديد بعنوان «العنف والفئات الضعيفة والهجرة ... محاصرون على أبواب أوروبا» أن الاتحاد الاوروبي خفف المراقبة على حدوده في السنوات العشر الماضية وفوض البلاد القريبة منه على نحو متزايد في منع الهجرة غير المشروعة. وقالت أطباء بلا حدود ان «مداهمات الشرطة» زادت بدرجة كبيرة منذ ديسمبر لتجمعات المهاجرين في المغرب وانها تلقت تقارير عن اعتقال نساء وأطفال من المهاجرين وطالبي حق اللجوء السياسي وترحيلهم الى المنطقة العازلة بين المغرب والجزائر. وأضافت المنظمة أن الهجمات على المهاجرين لم تقتصر على قوات الامن وذكرت أن عصابات اجرامية وقطاع طرق ومهربين يستهدفون المهاجرين أيضا على نطاق واسع. وجاء في تقرير المنظمة أيضا أن السلطات المغربية لا توفر حماية تذكر للمهاجرين من بلاد غرب أفريقيا وتعتبرهم مخالفين للقانون ولذا يفلت المجرمون الذين يستهدفونهم من العقاب. ويتضمن التقرير توثيقا لاعمال العنف التي يتعرض لها المهاجرون من بلاد أفريقيا وتفاصيل الانتهاكات البدنية والنفسية التي يواجهونها في المغرب بعد أن يفشلوا في الوصول الى أوروبا. وقال متطوع في أطباء بلا حدود يدعى محمد «صحيح أن غالبية المقابلات التي نجريها تحاط بالسرية لكن المعلومات التي يقدمونها لنا تخص الصعوبات التي يواجهونها هنا. أولا ظروف المعيشة في الغابة ثم الانتهاكات المختلفة التي يتعرضون لها ومشكلة الحصول على الغذاء والعثور على مكان للنوم لان بعض المهاجرين يستطيعون أن يدفعوا أجرة غرفة لكنهم يقابلون بالرفض. معظمهم لهم شكاوى كثيرة وخصوصا فيما يخص حقوقهم ويسألوننا أحيانا عن سبب معاملتهم على هذا النحو.. يسألون.. لماذ يعاملوننا كما لو كنا حيوانات.» وتقيم غالبية المهاجرين الافارقة في المغرب في خيام في الغابات أو كهوف في الجبال أو مبان مهجورة تفتقر الى كل المرافق ويواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على غذاء وماء للشرب كما يلجأ بعضهم للتسول. وقال مهاجر من مالي «ضربونا بعصا. حاولت أن أركض بعيدا لكنهم ضربوني بالعصا فوقعت. عندما وقعت استمروا في الضرب المبرح فجرحت يدي وكسر ذراعاي لانهم بدأوا يضربوني على رأسي فحاولت حماية رأسي.» وتضمن تقرير أطباء بلا حدود أيضا واحدة من أكبر المشاكل التي يتعرض لها المهاجرون الافارقة وهي الاعتداءات الجنسية. وقالت مهاجرة من الكاميرون عمرها 30 عاما «بدأوا يخلعون عني ملابسي ويغتصبونني واحدا تلو الاخر. أغشي علي ولم أشعر بشيء. لكنهم عندما سكبوا ماء علي عرفت أني فقدت الوعي. نهضت بصعوبة لاعود الى الشارع.» وقالت مهاجرة أخرى من ساحل العاج «قال انه يعرف الطريق وسيرافقنا ثم عاشرني معاشرة الازواج. خرج معي على أنى زوجته ووصلنا الى الجزائر وباعني لاصدقائه وقال اني رفيقته وانه اشتراني وسمح لهم بأن يفعلوا بي ما يشاءون.» وقالت أطباء بلا حدود انها لا تستطيع تحديد معدل دقيق للعنف والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون لكن البيانات الطبية تشير الى وضع ينذر بالخطر