كشف الجيش الإسباني أن وزارة الخارجية الإسبانية كانت وراء عدم التحقق من جواز سفر زعيم جبهة البوليساريو الذي دخل إلى البلاد في 18 أبريل الماضي من أجل العلاج، وهو ما فجر أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط، لا تزال قائمة إلى اليوم. وأوضح القائد العام لقاعدة سرقسطة الجوية، أنه تلقى أمرا من هيئة الأركان العامة للقوات الجوية، بناء على طلب من وزارة الخارجية، بعدم طلب جواز سفر إبراهيم غالي، عند وصوله إلى إسبانيا على متن طائرة طبية. وجاء هذا التصريح خلال الإجابة التي قدمها المسؤول العسكري للمحكمة التي تحقق في ظروف وصول غالي إلى إسبانيا، حيث أكد أن طائرة من الجزائر حطت في سرقسطة، وقد صدر أمر بعدم اجتياز أفرادها لرقابة جوازات السفر والرقابة الجمركية، لذلك فإن هويتهم غير معروفة. وكشف المسؤول العسكري أمام المحكمة، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية، أن من بين ركاب الطائرة شخص كان منقولا على متن نقالة طبية، وقد تم نقله عبر سيارة إسعاف، وهو شخص مجهول الهوية نظرا لأنه لم يطلب منه جواز سفر. وكشف المسؤول ذاته، أن هذه الإجراءات التي تم اتخاذها بناء على أوامر هيئة الأركان العامة، وبطلب من وزارة الخارجية التي ترأسها أرانشا غونزاليس لايا، تخالف المعمول به، حيث تتم مراقبة جوازات سفر الأشخاص الذين يهبطون من خارج منطقة شنغن. ومن جهته طالب المحامي الإسباني أنطونيو أوردياليس الذي رفع شكاية للتحقيق مع مسؤولي الحدود في المطار ومسؤولي وزارة الخارجية بسبب دخول غالي، باستقالة وزيرة الخارجية، وأضاف أنه "ليس هناك شك في أن العسكريين "غافلين تمامًا" عن الأحداث، وأنهم "خدعوا" من قبل موظفي وزارة الخارجية، الذين تلقوا الأوامر منهم".