قال البروفيسور عز الدين إبراهيمي مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط إن المغرب يعيش مرحلة "الكوفيد لايت"، فنحن ليس لدينا الأدلة العلمية الكافية بأننا خرجنا من الأزمة الصحية، وبالمقابل، أصبح الكوفيد في الوقت الراهن، لا يشكل المرض القاتل والمميت كما عهدناه في السابق، في انتظار ما ستسفر عنه حربنا مع السلالات. وأشار إبراهيمي في تدوينة له إلى أن الضبابية العلمية تجعل المواطن يسأل عن مدى استمرار هذه القيود، وهو ما يجعل وجود خارطة طريق مبدئية ولو جزئية للخروج من الأزمة أمرا مهما لإذكاء روح مواجهة الكوفيد وشحذ همم المواطنين، إذ سئم الجمهور العريض من المجهول وعدم وضوح الرؤيا، ويقول بصريح العبارة نريد جدولة زمنية للخروج من الأزمة. وسجل إبراهيمي أنه ومن خلال نبض الشارع يتبين أنه وبعد سنة من الجهاد، "مللنا كل هاته الإجراءات الاحترازية والقيود، وبقرار جماعي مسكوت عنه ومفضوح على أرض الواقع، قررنا التخلي الكامل عن الإجراءات الاحترازية". وعن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والإحساس بالأمان الذي بات المغاربة يعيشونه في مواجهة كورونا، اعتبر إبراهيمي "أننا ضحايا النجاح الجزئي والمرحلي الذي حققناه والذي مكن -بحمد الله- من حماية الأشخاص في وضعية هشاشة صحية، ولاعتقادنا بأن أغلبيتنا أصيبوا بالفيروس وطوروا مناعة طبيعية، ممهدين الطريق إلى قبولنا لمبدأ مناعة القطيع، فأصبحنا لا نهاب انتشار الفيروس مادام أنه لا يقتل، وأعطينا لأنفسنا "استراحة محارب" للاستمتاع ولو لمدة قصيرة بالعودة لحياة عادية نرنو لها ونحلم بها منذ شهور". واعتبر إبراهيمي أنه حتى وإن لم نتوصل بأي لقاح ولو لأسابيع، فإنه من الممكن أن نجعل من بداية شهر الصيف، هدفا منطقيا لتخفيف جل القيود والحفاظ على حالة وبائية متحكم بها. وربط ذلك بصحة الأرقام التي تشير إلى أن ما بين 25 إلى 30 في المائة من المغاربة طوروا مناعة طبيعية بإصابتهم بالفيروس، وأن 12 في المائة طوروا أو سيطورون مناعة مكتسبة باللقاح، وأن غالبية الأشخاص في وضعية هشة لقحوا، وأن كل المغاربة أقل من 60 سنة وبصحة جيدة لا يطورون الأعراض الحرجة، وأن 50 في المائة يلتزمون بالإجراءات الاحترازية. ودعا إبراهيمي إلى تجديد العزم لمواجهة الكوفيد لثلاثة شهور المقبلة بالالتزام بالإجراءات لاحترازية، والتعاضد والتضامن الاجتماعي، حتى لا نضيع الصيف، ونربح تنافسية اقتصادية كبيرة لمغرب أفضل.