أسس معتقلون في المغرب ينتمون إلى تيار السلفية الجهادية لجنة وطنية للمراجعة والمصالحة داخل السجون المغربية، وطالبوا كل المعتقلين الذين اعتنقوا فكر المراجعات إلى الانضمام إليها، حسب تقارير صحفية. وقالت صحيفة "الشرق" السعودية إن اللجنة دعت إلى الاحتذاء بعدد من المبادرات الدولية في هذا المجال ومنها النموذج السعودي، مؤكدة أنها عاينت إطلاق المملكة العربية السعودية لمشروع "السكينة"، الذي تقوم أهم معالمه على إعادة تأهيل أعضاء التيار السلفي المتشدد. وأوضحت اللجنة المغربية أن آخر الإحصاءات اللصيقة بمشروع "السكينة" أفادت أنه في غضون 10 سنوات منذ بدايته تم إجراء ما يقارب 3250 حوارا مع ما اصطلح عليهم ب"المنتمين إلى الفئة الضالة" أو "المتعاطفين معهم في دول متفرقة". وعدت اللجنة أن هذه الحوارات أفرزت تراجع العديد من هؤلاء عن مواقفهم الفقهية المتشددة، كما تأكد للمراقبين والباحثين مدى النتائج الإيجابية لانخراط العلماء مع السجناء بوسائل أخرى ل "تعزيز الإصلاح والتوبة". ولفتت اللجنة إلى اطلاعها على تنظيم مديري السجون في المملكة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، محاضرات إسلامية ودروس لحفظ القرآن، منوهة بالإفراج عن عدد من السجناء بعد حفظ القرآن وإقامة أنشطة للرعاية والتوجيه في السجون. كما أشادت لجنة المراجعة والمصالحة بتفويض مسؤولي الأمن السعوديين العلماء بمهمة "الاستجواب الفكري" للمتشددين المشتبه فيهم خلال عمليات التحقيق وذلك من خلال الانخراط معهم في الخلافات الفقهية. وأطلق مبادرة تأسيس اللجنة المغربية عدد من المعتقلين والمتابَعين في إطار قانون مكافحة الإرهاب، وفي مقدمتهم حسن خطاب زعيم ما يعرف بخلية "أنصار المهدي"، وعبد القادر بلعيرج المتهم بتزعم خلية إرهابية. وتعترف اللجنة بثوابت الأمة المغربية، وتنفتح على مؤسسات الدولة وكل مكونات المجتمع، وتنبذ العنف والوصاية والغلو والتطرف تطبيقا لبرنامج المراجعات الذي أشرف عليه مجموعة من الشيوخ داخل السجون المغربية في اقتناع تام ودون تقية أو إكراه. يذكر أن مشروع "السكينة" أو "المناصحة" مشروع لإعادة التأهيل "الفكري" للجماعات المتشددة تبنته وزارة الداخلية السعودية، وتجري دعوات لتطبيقه في المغرب، وكانت مصر طبقت نفس النموذج قبل سنوات مع جهاديين متشددين. ---