بحث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت ملفّي الساحل وليبيا خلال مكالمة هاتفية هي الثانية بينهما في غضون أقلّ من شهر، بحسب ما أعلنت الرئاسة الجزائرية. وقالت الرئاسة في بيان إنّ الرئيسين "استعرضا العلاقات الثنائية قصد استئناف الاتصالات على أعلى مستوى وإعادة دفع التعاون في جميع المجالات".
وأضافت أنّ المكالمة "جرت في جو من الودّ والصداقة". ولفت البيان إلى أنّ الرئيسين "تبادلا الآراء حول المسائل الإقليمية ذات المصلحة المشتركة في ضوء آخر تطورات الوضع القائم في الساحل وفي ليبيا، وحصل بشأنها توافق في وجهات النظر". وتأتي هذه المكالمة الهاتفية قبل أيام من قمّة تستضيفها نواكشوط الثلاثاء وتجمع رؤساء دول الساحل الخمس (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد) مع نظيرهم الفرنسي، وذلك بعد نحو ستة أشهر من القمة التي جمعت الرؤساء الستّة في كانون الثاني/يناير في مدينة بو الفرنسية. وستستعرض فرنسا وحلفاؤها في قمة نواكشوط الجهود المبذولة في مواجهة الجهاديين في هذه المنطقة التي لا تزال ترزح تحت وطأة أعمال العنف في وقت تزداد تعقيدات المشهد بفعل اشتداد الأزمة السياسية في مالي. من جهة أخرى، يثير الوضع في ليبيا قلقاً فرنسياً-جزائرياً مشتركاً، لا سيّما بعد الانخراط المتزايد لكل من تركيا وروسيا في النزاع الدائر في هذا البلد. وكان الرئيسان الفرنسي والجزائري أجريا مباحثات هاتفية في الثاني من حزيران/يونيو، في أعقاب توتّر العلاقات بين البلدين إثر قرار الجزائر استدعاء سفيرها في باريس احتجاجاً على بثّ قنوات تلفزيونية فرنسية عامة برامج وثائقية عن الحركة الاحتجاجية ضد النظام في الجزائر التي رأت في هذه الوثائقيات منحى "استعمارياً جديداً". وفي مطلع العام، دعا تبون إثر انتخابه إلى "الاحترام المتبادل" في العلاقات الثنائية بين بلاده وفرنسا، مذكّراً بأنّ "الجزائر ليست محميّة خاصة لفرنسا".