أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب فقد بوفاة الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، الذي انتقل إلى عفو الله ليلة الخميس – الجمعة بالدار البيضاء، أحد رجالاته الكبار الذين بصموا التاريخ السياسي الوطني. وأضاف العثماني، في تصريح صحفي، “لقد فقدنا رجلا كبيرا يكن له مختلف المغاربة كل الاحترام والتقدير”، مبرزا أن الراحل اضطلع بأدوار مهمة في عملية الإصلاح السياسي.
وأشار العثماني إلى أن الراحل “ترأس حكومة التناوب في فترة صعبة من تاريخ المملكة، حيث ساهم في خروج البلاد من تلك المرحلة بأقل الخسائر”. وكان عبد الرحمان اليوسفي، الذي ازداد في 8 مارس 1924 بمدينة طنجة، قد التحق بصفوف الحركة الوطنية عندما كان تلميذا بثانوية مولاي يوسف بالرباط. كما كان الراحل عضوا بالأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي تحول إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975. وتولى رئاسة تحرير لسان الحزب جريدة “التحرير” (1959 – 1965). كان اليوسفي معارضًا للملك الراحل الحسن الثاني، لكنه عاد من فرنسا إلى الوطن وترأس حزب “الاتحاد الاشتراكي”، وشارك في انتخابات عام 1997 حيث تصدر الحزب الانتخابات. وقاد اليوسفي الحكومة التي سميت حينها ب”حكومة التناوب” في مارس 1998. في عام 2002، احتل الحزب المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية، لكن الملك محمد السادس عين وزير داخليته السابق، إدريس جطو، غير المنتمي لأي حزب على رأس الحكومة. غير أن اليوسفي اعتبر ذلك أن المغرب حاد “عن المنهجية الديمقراطية”، واعتزل العمل السياسي بعد أن خرج من قصر مراكش “غاضبًا مجروحًا”.