مر على المنتخب المغربي الكثير من المدافعين المميزين، كان عبد السلام وادو واحدا منهم، حيث إشتهر بجديته في التداريب، وحرصه على خوض المباريات بكل قوة في الملعب، ماجعله معشوقا للجماهير المغربية التي كانت دائمة الإشادة به. وحتى مع إعتزاله ظل وادو من أكثر اللاعبين المغاربة، الذين كسبوا قلوب الناس ، وإزدادت محبة الكثير من الجماهير لإين منطقة النيف ، بعد المبادرات الإنسانية التي قام بها مؤخرا لدعم المغرب وأبناء منطقته لموجهة تداعيات جائحة كورونا. شخصية قوية كان عبد السلام وادو أحد عمالقة الدفاع بالمنتخب المغربي، خاصة في فترة توهجه رفقة نور الدين نيبت وطلال القرقوري وهو المثلث الذي ظل مستعصيا على أقوى المهاجمين الأفارقة. وادو صاحب الشخصية القوية توارى للخلف بشكل مفاجئ قبل 10 سنوات، واختار البقاء في الظل في وقت استفادت فيه أسماء أخرى من مناصب داخل جامعة الكرة المغربية ، حيث كرس نهاية إعتزاله لنيل شواهد في التدريب ، لرغبته في البقاء قريبا من الملاعب. ولد عبد السلام بمنطقة النيف، بالقرب من مدينة تنغير في 1 نونبر 1978، ولعب في بطولات أوروبية مختلفة كفرنسا واليونان وأيضا إنجلترا مع خوضه لتجربة إحتراف في الخليج العربي بقطر، قبل أن يعتزل الكرة في البطولة الفرنسية التي كانت منطلقه الأول والمنافسة التي تعرف فيها الجمهور المغربي على النخلة الباسقة الذي إستماث في الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي لسنوات. تجارب متنوعة يبلغ عبد السلام من العمر 42 سنة إلا أنه أعلن اعتزاله في 32 من عمره تحديدا بعد آخر تجاربه بالبطولة القطرية في حين كان ما يزال في أوج قوته وعطائه، فعبد السلام الذي تلقى تنشئته في فرنسا ليحمل قميص فرق نانسي و فالنسيان ورين، كان من بين عناصر المنتخب المغربي الأساسية في كأس إفريقيا 2004 بتونس، الذي احتل الوصافة خلف البلد المضيف واشتهر خلال هذه الدورة بهدف رائع في مرمى منتخب بنين في دور المجموعات. بعدها مر وادو بتجارب إحتراف في اليونان رفقة أوليمبياكوس وفولهام الإنجليزي قبل أن يلعب في قطر على نحو مفاجئ رغم أنه كان ما يزال قادرا على العطاء بأووبا، حيث جاور لخويا الذي تحول فيما إلى الدحيل، وجاور أيضا فريق قطر القطري ،ليعود بعدها لنانسي لمدة قصيرة جدا، دون نسيان تجربة لومون الفرنسي الذي جاوره لمدة 6 أشهر ليعلن إعتزاله ومغادرته طوعا للملاعب. أعمال إنسانية إشتهر عبد السلام وادو بشخصيته القوية ورفضه لكافة أشكال التمييز، وطالما كان مدافعا عن اللاعبين أصاحب البشرة السمراء خاصة في فرنسا، وعرف بعناده ولعل حادث اصطدامه الشهير مع كماتشو في أمم أفريقيا 2002 يظل شاهدا على طباع هذا اللاعب المعروف عنه عزة النفس. مؤخرا كانت لوادو مواقف إنسانية في عز جائحة كورونا، عندما هاجم بشكل واضح الدعوة إلى تجربة لقاح ضد كوفيد 19 على المواطنين الأفارقة،كما كان أول لاعب مغربي يعلن جهرا تبرعه ب 100 مليون سنتيم لمساعدة المحتاجين والمتضررين وهو ما أحرج باقي اللاعبين، ناهيك عن حرصة على توزيع أكثر من 700 لوحة إلكترونية على أبناء منطقى النيف لمتابعة دراستهم عن بعد. تدريب مع المنتخب الجزائري في الوقت الذي إستفاد منه عدد من اللاعبين الذين كانوا مع عبد السلام وادو داخل صفوف المنتخب المغربي من مناصب ودورات تدريب تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، بقي وادو بعيدا عن ساحة الأضواء وهو الذي اشتهر بكونه لا يطرق بابا ولا يتملق لأحد، قبل أن يتلقى مؤخرا دعوة من صديقه جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر ليتواجد معه على رأس الطاقم التقني لمحاربي الصحراء من أجل استكمال تكوينه ونيل شهادة التدريب المعترف بها من الإتحاد الأوروبي لكرة القدم. هذا الأمر خلف تفاعلا قويا داخل المغرب حاز على إثره وادو تعاطفا كبيرا مع ارتفاع الأصوات التي تساءلت عن سر تجاهله طيلة كل تلك السنوات وعدم استفادة الكرة المغربية من خبرته، كونه واحدا من اللاعبين الذين قدموا الكثير للمنتخب المغربي، لكنه لم يستفد كما إستفاد العديد من أبناء جيله حيث ظل وادو غائبا عن الإعلام الرياضي المغربي، وحتى عندما كان يريد إبداء رأيه في موضوع معين، يلجأ نحو حسابه في شبكة التواصل الإجتماعي “فيسبوك” ليتواصل مع جمهوره.