يشارك الشعب الفلسطيني العالم حصته من أثار فيروس كورونا المستجد، في وقت لازال يعاني فيه منذ عشرات السنين، من وباء فيروس الاحتلال الإسرائيلي المستبد، الأخطر عليه من كورونا ومن كل فيروسات الكون. فكل التدابير الاستباقية والإجراءات الوقائية والاحترازية التي يتخذها العالم الآن لمقاومة الجائحة الكورونية التي ترهبه وتهز كيانه، كانت كلها ولازالت جزء من يوميات الشعب الفلسطيني، وعايشها برعب وبأقسى الوسائل القمعية وبأدنى الإمكانيات. فقد تمرس مرغما على الحصار والعزل والحجر وحظر التجول وإغلاق المناطق…، فذاكرته مليئة بكل هذه المصطلحات المتداولة عالميا بسبب وباء كورونا، ولكن بوباء آخر إسمه جائحة الإحتلال الإسرائيلي. حيث لازالت تمارس عليه هذه الإجراءات حتى الآن في السجون الفعلية المغلقة وفي الحصار الطويل للمخيمات والقرى والمدن… في فلسطين كل شيء مختلف، فالحصار بسبب وباء العنصرية الإسرائلية يتم فرضه بالدبابات وبجيش مدجج بكل أنواع الأسلحة، كما يتم إرغام الفلسطينيين بالبقاء في بيوتهم بأوامر عسكرية يستحيل خرقها، ومع ذلك يتم مداهمة تلك البيوت والتنكيل بأهلها وانتهاك حرياتهم الشخصية… بل قد يخترقها رصاص طائش أو صاروخ ويودي بها وبمن فيها. أما حظر التجول والحجر بسبب وباء كورونا، فيتم بمنشور حكومي وعبر مكبر الصوت لسيارات الوقاية المدنية, ويفرض بحملات للتوعية والتحسيس لتفادي انتشار الوباء وبدوريات للشرطة والسلطات المحلية لإقناع المواطنات والمواطنين باحترام الإجراءات المتخذة، ولإخبارهم بالعقوبات الزجرية التي ستتخذ ضد المخالفين لتدابير الحجر الصحي… كما أن ما يصطلح عليه اليوم بالحجر الصحي والتزام البيوت، مع التوفر على مختلف وسائل الاتصال والتواصل للتعلم والتسلية، والدراسة والرياضة والعمل عن بعد في زمن كورونا، يبدو رفاهية بالمقارنة مع ما يعاني منه الشعب الفلسطيني في وطنه كله وفي غزة بالخصوص. فشتان ما بين ما يحصل عليه في يومنا هذا في العزل، مريض الكورونا أو المشتبه بإصابته بالفيروس، وما بين ظروف الآسرى الذين تسوء حالتهم في أقبية التحقيق والمعتقلات وفي العزل بالمستشفيات بدون أي اهتمام لحالتهم الصحية في ظل انتشار الكرونا، وبدون أية حماية أو وقاية تضمن لهم عدم الإصابة بالفيروس. فالحجر والعزل وحالة الطوارئ وكل هذه المسميات سيئة الذكر، تمرس مرغما عليها الشعب الفلسطيني ولايزال يعيشها وحده، جراء تفشي وباء العنصرية الإسرائيلية في زمن الاحتلال، والآن يشارك العالم أزمته بما له من حصة في زمن الكورونا، فمتى ستنجح قوى التحرر والمؤسسات الدولية في توفير اللقاح المطلوب للشعب الفلسطيني ضد وباء فيروس الاحتلال الإسرائيلي المستبد.؟