تستمر وتيرة انتشار فيروس كورونا المستجد في التراجع بألمانيا، إذ أشارت بيانات صادرة عن معهد روبرت كوخ، وهو وكالة فيدرالية متخصصة في تتبع الأمراض، أن كل مصاب بالفيروس بات ولأول مرّة ينقل العدوى إلى أقل من شخص. وتراجع معدل العدوى بين شخص وآخر، أو ما يعرف بمعدل استنساخ العدوى إلى 0.7، بعدما كان يصل إلى 3 في شهر مارس. ويوضح هذا المعدل عدد الأشخاص الذين ينقل إليهم الشخص المصاب العدوى في المتوسط.
وكان رئيس المعهد، لوتار فيلر، قد صرّح أن دحر كروونا يتطلب أن يكون معدل الاستنساخ أقل من 1. كما أوضحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في إطار الإعلان عن أولى خطوات التخفيف التدريجي لقيود كورونا أول أمس الأربعاء أن أي زيادة طفيفة في معدل الاستنساخ سيكون لها عواقب وخيمة. غير أن تخفيف القيود الصارمة بسبب الجائحة لن يتم فقط كنتيجة لتراجع معدل العدوى، بل يتوقف كذلك على نسبة نسبة الأشخاص الذين لديهم مناعة ضد المرض بين السكان وقدرة النظام الصحي على استيعاب المصابين وفق ما أكده لوتار فيل سابقا. وبحسب تقديرات المعهد، فقد شُفي من فيروس كورونا المستجد في ألمانيا حاليا نحو 77 ألف شخص. لكن بيانات جامعة جون هوبكنز الأمريكية تؤكد كذلك زيادة طفيفة في عدد الإصابات لليوم الثالث على التوالي، إذ بلغت الإصابات إلى حدود صباح اليوم الجمعة حوالي 138 ألف إصابة، وعدد الوفيات 4093 حالة. وصرّح رئيس ديوان المستشارية، هيلغه براون، لإذاعة “برلين-براندنبورغ” أن فعالية الإجراءات المتخذة في مواجهة أزمة جائحة كورونا منحت ألمانيا تقديرا دوليا كبيرا، مضيفاً أن انتشار الفيروس تراجع على نحو ملحوظ، وأن هذا ” نجاح ضخم يحسدنا عليه العالم بأكمله.. كثيرون من نظرائي على مستوى العالم يتصلون بي ويسألون: كيف حققتم ذلك؟”. ورغم النجاحات، ناشد براون المواطنين التحلي بالصبر والانضباط، مؤكدا أهمية عدم صعود منحنى الإصابات مجدداً الآن حتى يمكن تعقب المصابين والمخالطين بهم.