قال عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب إن الوضع الذي أنتجه فيروس “كورونا” غير مسبوق، وينطوي على أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة كذلك، ستؤثر على جميع البلدان بغض النظر عن مستواها التنموي. وأضاف الجواهري في تصريح ل موقع “medias24” أن السلطات المغربية تفاعلت بالشكل المطلوب مع هذه الأزمة، واتخذت التدابير اللازمة منذ البداية، وهذا بالتأكيد سيجنبنا الأسوأ.
وأوضح الجواهري أن ما يبعث الرضا هو التدفق العفوي للتضامن من جميع المغاربة والشركات والمؤسسات العامة والخاصة أو المواطنين العاديين، وهذه هي قوة المغرب في هذا الوقت الصعب، على حد تعبيره. وأكد الجواهري أن صندوق مواجهة فيروس “كورونا” يجب أن يعطي الأولوية لدعم المنظومة الصحية، ورعاية الأسر الأكثر ضعفاً، والتي تأثرت بوقف بعض الأنشطة الاقتصادية وبالقيود المفروضة على الحركة، إضافة إلى دعم القطاعات الاقتصادية الأكثر هشاشة مثل المقاولات المتوسطة والصغيرة، والصغيرة جدا. وأشار الجواهري أن التطور السريع للمرض يتطلب التحيين المستمر للتوقعات الاقتصادية، وهذا ما سيفعله بنك المغرب، الذي سبق وأن حدد نسبة النمو هذه السنة في 2.3 في المائة. وأكد الجواهري أن المستوى الحالي لاحتياطيات النقد الأجنبي كافٍ ويمكن أن يغطي ما يعادل أكثر من 5 أشهر من واردات السلع والخدمات، مشيرا أن التطورات المرتبطة بوباء Covid-19 تتلاحق بسرعة كبيرة. وأضاف ” من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الوضع في الأسابيع المقبلة، ونحن بصدد تحديد السيناريوهات والإجراءات المختلفة التي يمكن أن تخفف من تأثيرها، بما في ذلك جميع الاحتمالات التي لدينا لتعزيز احتياطي النقد الأجنبي، أما فيما يتعلق بتحرير الدرهم فسيبقى محدودا في نطاق التقلب الذي سبق وأن حدده البنك”. وأشار الجواهري أن البنك يتفاعل مع مختلف السلطات والإدارات الوزارية المعنية، ولا سيما وزارة الاقتصاد و المالية والهيئات الأخرى من أجل التنسيق وتحديد الإجراءات التي يجب القيام بها على المستوى المالي.