تتزايد موجة القلق المسيطرة على سكان العالم منذ الإعلان عن تفشي “فيروس كورنا” المستجد، والذي بدأ بالانتشار من مدينة ووهان الصينية في دجنبر الماضي. وأصبح تجنب الاحتكاك المباشر بين الأشخاص، واتخاذ تدابير وقائية من خلال ارتداء الكمامات، أو ملابس وقائية خاصة، سمة سيطرت على العديد المظاهر الاجتماعية حول العالم خاصة في البلدان التي ظهرت فيها حالات إصابة أو وفاة.
ويتزامن حلول عيد العشاق (14 فبراير من كل عام)، مع وفاة أكثر من ألف وثلاثمئة شخص حول العالم، بفيروس كورونا في الصين، وأصابة ما يقارب 60 ألف حالة. ويطالب العلماء والأطباء سكان العالم بتجنب القبلات والعناق خلال احتفالات عيد العشاق (الفالانتين)، تجنبا لمزيد من الضحايا. وقال البروفيسور جون أوكسفورد، من جامعة “كويس ماري” البريطانية إن المحتفلين بعيد العشاق يمكنهم حماية أنفسهم من “الفيروس القاتل” باتباع الأسلوب البريطاني (British standoffishness). ويرمز هذا المصطلح إلى طريقة التعامل التي تتسم بالرسمية وقدر من عدم الود، حسبما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الأربعاء. وأضاف ساخرا “كورونا فيروس اجتماعي، يعتمد على التواصل بين الناس، لهزيمته عليكم قطع هذا التواصل”. التزام المنزل في الصين، أصدرت السلطات عدة قرارات بإغلاق المزارات السياحية، مع تقديم خدمة “الجولة الافتراضية” كبديل عبر الإنترنت، وألغت كثير من شركات السياحة الزيارات المقررة إلى الصين. وأفادت صحيفة “ساوث تشاينا موريننغ بوست” الصينية (رسمية) أن عدد من المطاعم المحلية والعالمية، أعلنت غلق أبوابها ما بين أسبوع وشهر، على أن تستأنف عملها في 14 مارس القادم. وتم سحب الأفلام الرومانسية من دور السينما بسبب تهديد الفيروس، حيث تم إلغاء جميع الأفلام السبعة المقرر إصدارها في مهرجان الربيع في الصين، بحسب ما ذكر موقع “جلوبال تشاينا ديلي” الصيني. وكان من المقرر أن يصل عدد الأفلام في دور السينما الصينية خلال موسم عيد الحب إلى 15 فيلمًا. غير أن كورونا قضى على آمال الرومانسيين، في ظل تحرك شعبي لضرورة التزام المنازل تجنبا لاتساع رقعة تفشي الفيروس. وفي هونغ كونغ، أجبرت السلطات أفضل المطاعم والفنادق على إغلاق أبوابها قبل عيد الحب، تخوفًا من زيادة معدل انتشار الفيروس. هدايا معقمة في الفلبين، حاول المواطنون التغلب على الفيروس بطرق مبتكرة تحافظ في الوقت ذاته على مشاعر الحب والود بين الناس وبعضها. وصممت سيدة أعمال فلبينية، باقات من ورود عيد الحب مليئة بالمطهرات اليدوية في عرض فريد من نوعه لمساعدة الأشخاص الرومانسيين على محاربة تفشي الفيروس القاتل. وقالت ماري جين فيليغاس، صاحبة متجر زهور، إن باقاتها “يمكنها التعبير عن حب المرء بشكل أفضل من الزهور التقليدية”، حسبما نقلت “اسوشيتيد برس” الخميس. وإضافة إلى المطهرات، تحتوي باقات “فيليغاس” على قناع حامي للوجه، وصابون، ومعجون أسنان، وزجاجة من الكحول الطبي، جميعها مرتبة بعناية مع الورود الحمراء والزنبق وغيرها من الزهور الشعبية. وأضافت: “أنا خائفة من الفيروس بالطبع، لا نعرف ما إذا كان الأشخاص الذين نختلط بهم مرضى أم أصحاء، نحن نريد أن نعيش لفترة أطول، ولهذا السبب قمت بتصميم هذه الباقات”. يشار أن أسعارالباقات المضادة لكورونا يرتفع سعرها عن باقات الورود التقليدية، فتكلفتها في الفلبين نحو 17 دولار أمريكي. أزمة هدايا وعلى الصعيد التجاري، تأثر سوق هدايا “عيد الحب” لاسيما في الدول العربية بالفيروس، نظرا لاستيراد معظمها من الصين. ونقلت تقارير إعلامية عن تجار مصريين إنّ الصين كانت مصدر الهدايا “البسيطة والخفيفة ذات الشغل الدقيق”، لافتين أن بشكل عام معظم هدايا عيد الحب “يتم استيرادها من الصين”. واعتبروا أن تفشي فيروس كورونا قبيل موسم احتفالات عيد الحب “رفع من أسعار البضاعة لصعوبة استيراد غيرها في الوقت الحالي”. بدوره، قال بركات صفا نائب رئيس شعبة لعب الاطفال والأدوات المكتبية والخردوات بغرفة القاهرة التجارية، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن أسعار هدايا عيد الحب في مصر “ارتفعت بنسبة لا تقل عن 10% هذا العام”. كما أكد أسامة سعد جعفر، رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة السابق، في تصريحات منفصلة، أنه إذا استمر الحال كما هو عليه، فيما يتعلق بفيروس كورونا “فإن الأسواق ستواجه كارثة؛ ما سيؤدي لرفع الأسعار في السوق المحلي إلى مستويات عالية”.