تحولت جلسة دستورية كانت مخصصة لمسائلة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يوم الثلاثاء 5 يونيو، إلى تراشق بين المستشارين ورئيس الحكومة حول عدم احترامه للموعد المخصص لانطلاقها، والوقت المخصص لها والحيز الزمني المخصص لبتها مباشرة على التلفزيون. واضطر رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله إلى رفعها. وفيما اثار تدخل نائبة برلمانية في جلسة برلمانية سابقة الكثير من الجدل حول استعملها للغة الأمازيغية أثناء بث مباشر لإحدى جلسات مجلس النواب، لم يتردد رئيس مجلس النواب من اللجوء إلى اللغة الفرنسية عندما خاطب أحد المستشارين مستعملا مثلا فرنسيا شائعا نطقه بلغة موليير، قائلا "عندما يقوم كل واحد بمهمته تحظى الأبقار بأحسن حراسة!". ولم يكن يعرف ما الذي كان يقصده رئيس مجلس المستشارين ب "الأبقار". وكانت الجلسة قد بدأت متوترة عندما احتج مستشارو الأغلبية على تأخر وصول رئيس الحكومة إلى البرلمان، الذي قال هو نفسه بأنه دخل إلى الجلسة على الساعة الثانية و35 دقيقة بعد الظهر، بينما قالت المعارضة إنه تأخر 29 دقيقة! وكان الخلاف الأكبر حول البث التلفزي المباشر لأشغال الجلسة، والزمن المخصص لها عندما طالب المستشارون بأن تدوم اربع ساعات وربع الساعة بينما اقترحت الحكومة أن لاتستغرق أكثر من ثلاث ساعات ونصف، أي نفس الزمن الذي خصصه مجلس النواب في وقت سابق لمسائلة رئيس الحكومة. وبعدما تعذر عقد الجلسة، وتأجيلها إلى وقت لاحق لم يحدد بعد، أعطى رئيس مجلس المستشارين الكلمة دقيقة واحدة لرؤساء الفرق فجاءت تداخلاتهم، أمام قاعة شبه فارغة، لتكشف عن تدني مستوى النقاش وابتذاله في بعض الأحيان. ووصف الكوميسير السابق محمود عرشان، المستشار في نفس المجلس النقاش بأنه "بيزنطيني"، وكان طبعا يقصد بأنه "بيزنطي"، بينما تحدث أحد مستشاري الأغلبية عن حزب الاستقلال واصفا وصول رئيس الحكومة رفقة أعضاء حكومته بأنه "جاء إلى البرلمان محفوفا بأغلبية وزراء حكومته..."، وعادة ما يستعمل الإعلام الرسمي هذا التعبير لوصف مرافقة الأمراء للملك خلال أنشطته الرسمية. وأعطيت الكلمة لبنكيران للتعقيب على تدخلات رؤساء فرق المستشارين، فعاد لينهل من جديد من قاموسه المعتاد الذي يميل إلى التهريج والتمييع، عندما قال للمستشارين" نعم هناك مخلوقات لا أحد يعرف أين توجد... عفاريت وتماسيح وجيوب مقاومة وحزب سري...!". وفي فورة دفاعة عن سياسات حكومته، نسي بنكيران صفته الرسمية كرئيس للحكومة والأغلبية، عندما قال مدافعا عن توجهات حكومته "هذا هو توجه العدالة والتنمية"، مما أحدث هرج ومرج داخل القاعة استغله رئيس الحكومة ليضرب بيده بقوة على منصة الخطابة الرسمية، مصححا زلة لسانه، وينهي تدخله الذي لم يدم سوى دقائق معدودات رفع ت بعده الجلسة. --- تعليق الصورة: إحدى الجلسات السابقة المهجورة لمجلس المستشارين