بعد أن اعلن وزير التجهيز و النقل عن لائحة المستفيدين من مأدونيات النقل او لاكريمات, يستعد السي الرباح للاعلان عن لائحة جديدة للمأدونيات . لكن هده المرة خاصة باستغلال مقالع الرمال عبر ربوع المملكة الشريفة... جميل جدا ان نرى هده الجرأة الحكومية في الكشف عن من يقومون باحتكار استغلال ثرواث البلاد , جميل ايضا اعلان الأسماء ليعلم الشعب ان فلان بن علان هو من يسحب الرمال من تحت اقدام المغلوبين على أمرهم في هدا الوطن, و هو نفسه الدي يجمع حب و تبن في البر و البحر و يرمي لهم ببعض حبات سردين قد يصل ثمنها عشرون درهما للكيلوغرام الواحد في شهر رمضان في بلد تمتد بحاره لمئات الكيلومترات.... اعلان اللوائح و الاسماء هو عشر الطريق الطويل المؤِدي الى التوزيع العادل لهده الثروات فهده المبادرات ان لم تتبعها اجراءات عملية للتقنين و الهيكلة و اخضاع هده الثروات لمراقبة الدولة فلن يعدو الأمر ان يكون "زيد الشحمة فظهر المعلوف " ستزداد بعدها شراهة "ألمقتلعين" و سيقولون بالأمس كنا نشتغل و نخاف ان تعلن اسماؤنا جهارا اما و قد علم الكل فسنشتغل في واضحة النهار ....( يعني سرجو ما اعلى فخيلكم) و سيصبح أمر كشف اللوائح مسألة بديهية و محطة لكسر الروتين في " النقاشات العمومية" بدون أي تأثير على دمقرطة و تحريك لعجلة الاصÙ �اح و محاربة الفساد .... محاربة الفساد و تنزيل"الدستور" ليس هو الاعلان عن لوائح المستفيدين ... بل فيما بعد دلك .مثلا مادا حدث بعد الاعلان عن لائحة مأدونيات النقل؟ لا شيء خرج علينا احد المستفيدين فافحمنا بفتواه الجزرية( فتوجهت كل النقاشات العمومية و في كل مكان لنقاش الجزر ) و آخر هدد بتفجير نفسه ان سحبت منه المأدونية(لاكريمة). سال الكثير من الحبر و لغى الكثير هنا و هناك و لا شيء تغير ... وملايين من دراهم الريع الاقتصادي تمسي كل مساء في جيوب اصحاب المأدونيات و يمسي المغلوبون على امرهم في خصام حول كون فلان يتوفر على عشرة كريمات ام احدى عشر....ان هده الدغدغة الممنهجة لمشاعر المغاربة لن تكفيهم شر حوادث السير القاتلة التي اصبحت شبه يومية في حافلات (المأدونيات )و بنية تحتية مهترئة على طرقات وزارة التجهيز ... اعلان اللوائح كدلك سيدي الوزير لن يخفض من اثمان الرمال التي ارتفعت بشكل صاروخي ,و لن يعيد الى الطبيعة رونقها و لا توازنها بعدما خربت الشواطئ و الجبال و الوديان .... و حيث "ان المال السايب يعلم السرقة" فان مستغلي مقالع الرمال و الأحجار لم يكلفوا انفسهم عناء مراعاة البيئة , فتجد ندبا في كل ارجاء الوطن تأرخ لجرائم ارتكبت ولا زالت ترتكب في حق التوازن الطبيعي .. . اعلان لوائح المستفيدين من المأدونيات او لكريمات في جميع المجالات سواء النقل او مقالع الرمال او غيره , ليس سوى الجزء الأبسط و الظاهر من جبل الجليد الدي يمتد عميقا في بحر الريع و الفساد الدي ينخر الاقتصاد الوطني و لن تنال منه لوائح الرباح و لا وعيد بن كيران . اخطبوط الفساد يمتد عميقا في دواليب الدولة والمجتمع ولن نستغرب ادا ما خرج جمهور من المحتجين تضامنا مع اصحاب لاكريمات.فقد صدق من قال :"ما دمت في المغرب فلا تستغرب" كل لائحة وانتم بالف خير ...