صدرت عن المحكمة الابتدائية بالحسيمة أحكام قاسية في حق المحتجين الذين تظاهروا في الأسابيع الأخيرة ببني بوعياش، مطالبين بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، مثل الحق في الشغل، وتترواح ما بين عشرة أشهر وشهرين سجنا مع وقف التنفيذ. وتتعلق القضية بالمتهمين بما حدث يوم ثامن مارس في بني بوعياش والحادي عشر من نفس الشهر في امزورن. أما المهتمون في الملف الجنائي في نفس القضية، فينتظر صدرو أحكام في حقهم يوم الأربعاء المقبل. ترافع المحامي عبد المجيد أزرياح عن المتهمين في أحداث بني بوعياش، هو وناشط حقوقي وعضو في حركة 20 فبراير. ويسرد لإذاعة هولندا العالمية ما حدث في بني بوعياش. سرد الواقعة بعد اعتقال احد الأفراد المنتمين لحركة 20 فبراير ببني بوعياش المدعو البشير بن شعيب، تحرك رفاقه للمطالبة بإطلاق سراحه في مسيرة، تلتها مسيرات ووقفات احتجاجية، انتقلت من المدينة في اتجاه مركز الدرك الملكي الذي كان يفترض أن يكون فيه البشير معتقلا. أخذ رفاقه معهم خيمة وضعوها في وسط الطريق الرئيسية التي يعتبر البوابة الوحيدة من والى الحسيمة والمناطق المجاورة مثل بني بوعياش وامزورن. وبسد الطريق، أصبحت الحسيمة في عزلة وشلت حركة المرور. وتدخلت القوات العمومية في مواجهة المحتجين فتم اعتقال مجموعة من الأشخاص وأحيلوا على المحكمة الابتدائية، الجنحية منها والجنائية. ويتابع 25 متهما، فيهم من اعتقل وفيهم من هو في حالة سراح، ومنهم ناشط حقوقي مسؤول في منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان يدعى محمد جلول، يقود رفاقه حملة واسعة عبر الشبكات الاجتماعية لإطلاق سراحه، وقد أحيل على غرفة الجنايات، بالإضافة إلى ناشط حقوقي ينتمي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الحسيمة يدعى المهدي عبد الإله والبشير بنشعيب وآخرين. وهؤلاء سيمثلون أمام القاضي الأسبوع المقبل. ووجهت لهم مجموعة من التهم منها "تعطيل المرور ووضع متاريس بالطريق العام، عرقلة حرية العمل وانتزاع عقار من حيازة الغير، العصيان واهانة رجال القوات العمومية أثناء مزاولة مهامهم والعنف ضدهم، التحريض على ارتكاب جنايات وجنح بواسطة الخطب والتهديدات في الأماكن العمومية". سياسة التهميش يقول ناشطون من تلك المنطقة إن منطقتهم، تعاني من سياسة التهميش منذ استقلال المغرب، ويفسرون ذلك بأنه سياسة عقابية للمنطقة منذ "ثورة الريف"، حين شن سكان الريف بشمال المغرب حملة عصيان مدني سلمي للمطالبة بجقوقهم. وكام رد السلطات المغربية قاسياً جيث زحف الجيش على المنطق مخافت الكثير من القتلى والدمار. ويصرح المحامي والحقوقي ازرياح أن الخطأ الكبير و"الذي لا يغتفر في بني بوعياش،هو تحويل بني بوعياش من جماعة قروية لجماعة حضرية، وعدم تجهيزها بالمرافق الأساسية سيما توفير الأمن للمواطنين، إضافة إلى أن هناك خريجين كثيرين عاطلين عن العمل." المنطقة غير مصنعة ولا فلاحية حقا، وهي تعتمد على موارد من الخارج، "وهذه المعطيات كلها جعلت ساكنة بني بوعياش تنتفض ضد الوضعية". وقد أنجز ازرياح بحثا عن المنطقة، يتضمن ستين مطلبا أساسيا مستعجلا، عرضه على الجهات المعنية بما فيها المجلس البلدي، "إلا انه مع الأسف هذه المطالب لم تلق الآذان الصاغية وظلت تشكو من تراكمات متتالية، وهو ما جعل المنطقة تعيش دائما على اهتزاز شعبي مستمر ودائم". ويؤكد أزرياح أن المجلس البلدي قصر كثيرا، وأيضا السياسية المغربية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في تهيئة المجال بشكل عام فيما يتعلق بالبشر والبنية التحتية في تجهيز المنطقة ليستقر بها الإنسان. المجلس البلدي رئيس المجلس البلدي في بني بوعياش، جمال النحاس، يؤكد ان مطالب الساكنة مشروعة في عمومها، ولكن ما بيده حيلة. ويقول انه تماما مثل أي مواطن عادي، تفاجأ يوم الثامن من مارس، بالقوات العمومية التي غصت بها شوارع بني بوعياش وانه فر بجلده مثل من فر، وهو بالشارع، فهو كرئيس للمجلس البلدي لا علاقة له بالأمن، "والميثاق الجماعي الذي ينظم السير الجماعي يعفيه من أية مسؤولية أمنية، كما انه "ليس مؤهلا باستقدام الأمن أو طرده". واكتفى بالقول أن مهمته تنحصر في إبلاغ شكاوى ومطالب المواطنين للممثلين عن الشعب في برلمان الرباط ليطرحوها أمام صناع القرار. ويؤكد النحاس أن القوات العمومية ارتكبت خروقات كبيرة حيث اعتدت على محلات تجارية وعلى المنازل أيضا، ولكن هل عرف النحاس ايضا ان بعض المواطنين عذبوا على يد هذه القوات، لحد الموت تقريبا؟ "اعتقدوني ميتا" كان سعيد الوزغاري- وهو حامل شهادة عليا وعاطل- من الأوائل الذين اعتقلتهم القوات العمومية في ذاك اليوم الثامن من مارس. ويشهد ان السلطات استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين السلميين، وأجهضوا إحدى المعطلات من داخل التنسيق الإقليمي لفروع الجمعية الوطنية بالحسيمة، واعتقلوا مجموعة من المتظاهرين من الساحة العمومية. وقد اعتقل الوزغاري من الشارع العام، "استخدموا ألفاظا نابية طول الوقت، ثو وجهوا لي ركلات على مستوى الرأس والحنجرة والظهر وأماكن حساسة من داخل الجسد، إلى أن أغمي علي، فاعتقدوني ميتا، سمعت قبل ان افقد وعيي احدهم يقول: ارموا هذا الكلب خارجا، فقد مات"، فأسعفه الناس في الشارع. - ينشر بإتفاق شركة مع إذاعة هولندا العالمية