انتهى المسلسل الأسطوري “صراع العروش” بعد عرض حلقته السادسة والأخيرة من الموسم الثامن، يوم الأحد الماضي 19 ماي. ويعتبر “صراع العروش” أنجح مشروع تلفزيوني خلال السنوات التسع الماضية، الذي نال شعبية خاصة في جميع أنحاء العالم. حتى أنه ساهم في إثراء اللغة الإنجليزية، لفترة من الوقت على الأقل، فعلى سبيل المثال، فعل “dracarys”، أي الحرق كليا، وهو فعل مشتق الأمر، الذي كانت دنيرس تارغارين توجهه لتنانينها لإطلاقهم إلى المعركة.
ويعود نجاح “صراع العروش” في جميع أنحاء العالم لعدة أسباب، منها الصراع بين الممالك السبع على السلطة، وإعادة سرد أحداث حصلت بشكل أو بآخر في جميع أنحاء العالم في الماضي، على الرغم من أن أساس المسلسل كان تاريخ إنجلترا وفرنسا في القرنين الثاني عشر والخامس عشر. كما تعد الرابطة العاطفية أحد أهم الأسباب التي تجعل مشاهدي “صراع العروش”، مرتبطين بكل شخصية من شخصيات المسلسل، فهذا ما ركز عليه كاتبو الرواية وكاتبو حلقات المسلسل أيضا، فالمشاعر التي تربط المشاهد بكل شخصية، هي ما تجبره كل مرة على الانتظار بشغف لرؤية ما سيحدث له في الموسم القادم، حتى وإن كانت تلك المشاعر هي مشاعر كره لأحد الشخصيات، فهذا لا يمنع من تكوين علاقة عاطفية بين الشخصية والمشاهد تجعله في كل مرة يتابع من أجل أن يرى نهاية تلك الشخصية الكريهة بالنسبة إليه. وأثار غضب الكثيرين، تحول أحداث المسلسل، الذي كان يدور سابقا في مجال العصور الوسطى، إلى التلميح الشفاف إلى حد ما بالوقت الحاضر، فعلى سبيل المثال، رغبة دنيرس في نشر الحرية إلى جميع قارات العالم الخيالي باستخدام التنانين، يذكرنا بوقتنا الحالي. وعدم اكتمال الأساس الأدبي للمسلسل جعله مثيرا للاهتمام وجذابا، فعلى الرغم من أن توقع نهاية بعض الشخصيات قد يصيب أحيانا مع بعض المشاهدين، إلا أنه من المستحيل توقع أحداث هذا المسلسل بالذات، فهو دائما يركز على عنصر المفاجأة، وهو أحد الأسباب التي تفسر هوس الجماهير بمسلسل “صراع العروش”، حيث يترك كل موسم المشاهد في حالة من المفاجأة تجعله شديد الشغف والترقب للموسم المقبل. وتمتلئ مشاهد مسلسل “صراع العروش” بكثير من مشاهد الحرب والقتل والموت، وهو ما يحب المشاهد أن يراه عندما يأتي الأمر لإحدى الشخصيات التي يكرهها ويتمنى زوالها، ولكن هذا المسلسل تضمن أحداثا لم تحصل سابقا على شاشات التفلزيون أو في الأفلام، إذ كان العاملون عليه يبيدون الأبطال الواحد تلو الآخر، وهو ما كان يصدم الجمهور لفراق تلك الشخصيات، فعلى الرغم من توقع معظم مشاهد الموت من قبل المشاهدين، والتي تصيب في أغلب الأمر، إلا أنها مازالت صادمة ومفاجئة لهم، وخاصة نهاية المسلسل عندما تم تحويل دينرس إلى مختلفة عقليا وشرسة، وقتلها في نهاية المطاف. وتعتبر العريضة، التي تطالب بإعادة تصوير الجزء الأخير من “صراع العروش”، وجمعت أكثر من مليون توقيع، الدليل الرئيسي على شعبية هذا المسلسل. وقد علق ستيفن كينغ على العريضة عبر حسابه على موقع تويتر: “اعتقد أن الناس لا يريدون أي نهاية”. وشاهد الحلقة الأخيرة نحو 200 مليون شخص وحوالي 11 مليون أمريكي أخذ إجازة لمشاهدتها، ويعد البعض أن النهاية كانت مقبولة لكن لا تليق بجهد ثماني سنوات مضت. ووصلت ميزانية “صراع العروش” إلى 15 مليون دولار لكل حلقة من الموسم الأخير، كما حاز على العديد من جوائز “إيمي” التلفزيونية، بينها جائزة أفضل مسلسل درامي. وتدور أحداث القصة حول عائلات متحاربة في مملكة خيالية اقتربت من نهايتها مع احتدام المعارك الدموية، ومقتل العديد من الشخصيات البارزة. وبالرغم من شدة الانتقادات حطم الموسم الثامن والأخير من المسلسل الحائز على جوائز إيمي الأرقام القياسية لشبكة “إتش.بي.أو”، التي قالت إنه حتى الآن كان هناك نحو 43 مليون مشاهد لكل حلقة في الولاياتالمتحدة وحدها، بزيادة 10 ملايين عن الموسم السابع في عام 2017.