تثير مصاريف عطلة زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كارلا بروني التي تقضيها في مراكش للاحتفال بعيد ميلادها ال 44 برفقة رضيعتها وبعض أفراد الحرس الشخصي، موجة من الانتقادات، والتساؤلات حول الجهة التي ستدفعها. وكانت كارلا قد غادرت باريس على متن طائرة خاصة قبل نحو أسبوع، دون زوجها، وقيل إنها تخطط للبقاء في المغرب حتى بداية العام الجديد. وفي الوقت الذي لم يتضح فيه مصدر تمويل تلك العطلة، فإنه من المعروف أن الملك محمد السادس سبق له أن استضاف مجموعة من الساسة الفرنسيين، من أمثال الرئيس السابق، جاك شيراك، الذي يحتفظ بفيلا بالقرب من مراكش. بينما نوّهت الصحافة الغربية إلى التعليمات التي أصدرها العام الماضي ساركوزي إلى زملائه بأن يقضوا إجازاتهم في فرنسا، نظراً لما سببوه له من إحراج نتيجة قبولهم الضيافة من طغاة عرب. ونسبت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية إلى محلل سياسي مغربي، قوله: " إن مشهد قضاء زوجة أحد الساسة الأثرياء،عطلة في فيلا فاخرة هو بالضبط ما يمنح الدول العربية سمعة سيئة. وهناك غضب كبير في بلداننا نتيجة النظر إليها على أنها ساحات للأثرياء، بينما لا تمتلك غالبية الناس أي شيء". وفي غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون وأسرته سبق لهم أن قضوا عطلة فاخرة مجانية في مصر إبان فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وهي نفس الضيافة التي حظيت بها وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري في تونس خلاف فترة حكم الرئيس زين العابدين بن علي. ثم مضت الصحيفة تشير إلى الانتقادات التي لطالما وجهت للسلطات المغربية على خلفية تزايد مستويات الفقر وانتهاكات حقوق الإنسان، رغم نجاح الملك محمد السادس في تجاوز تداعيات موجة الربيع العربي، بعدما وعد بإجراء إصلاحات دستورية. ورغم أن مثل هذه الرحلات المترفة كان من المفترض أن تكون جزءً من الماضي، خاصة بعد الأحداث المتلاحقة التي عاشتها المنطقة على مدار العام الجاري، إلا أن بروني بدت عازمة من الواضح على الاستمتاع بشتاء المغرب الدافئ. كما يتواجد في مراكش حالياً جان فرانسوا كوب، الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم في فرنسا. ولفتت الصحيفة إلى أن أفراداً آخرين ينتمون إلى الطبقة السياسية الفرنسية يسافرون بانتظام إلى المغرب، منهم دومينيك ستراوس كان، الذي يمتلك بالفعل منزلاً مخصصاً لقضاء العطلات في مراكش. وأوردت الصحيفة في هذا الشأن عن ليلى منصوري، الناشطة المؤيدة للديمقراطية، قولها " يجب أن تخجل كارلا من نفسها. فالمغرب دولة عربية تعاني من مشكلات اجتماعية كبيرة، وكل ما تفعله هي أنها تضفي عليها شرعية. وقد حاولت كارلا أن تتكتم على رحلتها للمغرب. وهو ما يمكن أن يحدث في بلد كفرنسا، حيث تُطَبَّق هناك قوانين خصوصية صارمة لحماية الأثرياء، بينما لا يمكن حدوث ذلك هنا". وكان مصدر من قصر الإليزيه قد أكد أن كارلا ورضيعتها تتواجدان في مراكش للاحتفال بعيد ميلادها وعطلة عيد الميلاد، دون أن يكشف عما إن كان سينضم إليهما ساركوزي أم لا. --- تعليق الصورة: كارلا بروني رفقة زوجة شيراك