بعد برود في العلاقات بين البلدين، أعلن في الرياض أن العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أجرى اتصالا هاتفيا مع الملك محمد السادس. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية أن العاهلين أكدا خلال اتصالهما “حرصهما على تعزيز وتطوير العلاقات بين بلديهما في كافة المجالات”.
وحسب قصاصة وكالة الأنباء السعودية فإن الإتصال جاء بمبادرة من العاهل السعودي، مساء الأربعاء 20 مارس الجاري، مضيفة أنه “جرى خلال الاتصال الهاتفي استعراض العلاقات الأخوية الصادقة والمتميزة بين البلدين الشقيقين، وما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر المحبة، والتأكيد على متانتها”. وأضافت الوكالة أنه جرى خلال الاتصال استعراض تطورات الأحداث الإقليمية والدولية. ويعتبر هذا الاتصال الأول من نوعه بين الملكين منذ مزاعم أثيرت في فبراير الماضي حول وجود توتر في العلاقات بين البلدين. وخلال الشهر الماضي، أكد الناطق باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، عدم وجود توتر في العلاقات بين المغرب وكلا من السعودية والإمارات. وقال الخلفي في تصريحات صحفية آنذاك “ليس هناك توتر في العلاقات بين المغرب والسعودية والإمارات، وهو الأمر الذي سبق أن أكده وزير الخارجية (ناصر بوريطة) “. وفي 14 فبراير، نفى وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي بالرباط، استدعاء سفيري المغرب لدى السعودية والإمارات. وقال بوريطة إن سفيري المغرب في السعودية والإمارات “تركا بلدي عملهما للحضور للرباط من أجل اجتماعات طبيعية لدراسة التحولات التي تعرفها منطقة الخليج”. وأضاف “لا يتم استدعاء السفير من دولة إلا ببلاغ رسمي وتسجيل موقف، وهو ما لم يتم”. وبحسب بوريطة فإن “منطقة الخليج تعرف تحولات على المستوى الداخلي وبين الدول، ولها تأثير على العلاقات الخارجية بما فيها مع المغرب”. وجاء النفي المغربي الأول، بعد أسبوع من أنباء عن استدعاء الرباط لسفيريه، وسط تضارب حول السبب، فيما أكد سفير المملكة لدى الرياض خبر استدعائه للتشاور. وفي 8 فبراير الماضي، قال سفير المغرب لدى السعودية، مصطفى المنصوري، في تصريح لموقع “360” المقرب من السلطات، إن “الرباط استدعته من الرياض، وذلك قصد التشاور بشأن العلاقات بين البلدين”، واصفا الأمر ب”سحابة عابرة”. وأشار المنصوري أن سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التي طرأت أخيرا على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد بث قناة “العربية” السعودية، لتقرير مصور ضد “الوحدة الترابية للمملكة المغربية”، والذي اعتبر كرد فعل على مرور “بوريطة”، في برنامج حواري مع قناة “الجزيرة” القطرية. ويعتبر المغرب قضية الصحراء بمثابة المحرار التي تقاس بها علاقته مع الدول الأخرى، حيث سبق أن أعلن عن مواقف حازمة تجاه دول كانت لها مواقف حيال هذا الملف.