تحت عنوان “لا للإعدام حدائق المندوبية”، أطلقت فعاليات بمدينة طنجة عريضة، للمطالبة بإعادة النظر في مشروع إنشاء مرائب تحت أرضية على حساب حدائق المندوبية ذات الصبغة الأثرية التي تؤرخ للحقبة الدولية لمدينة طنجة. واعتبرت العريضة التي وقعها حتى الآن أزيد من 300 شخص، أنه وبالإضافة إلى مساس هذا المشروع الخطير بالجانب البيئي المتمثل في إعدام عدد كبير من الأشجار العتيقة، هناك مساس أكبر بالقيمة الأثرية والتاريخية والثقافية المشتركة بين مدينة طنجة وبين عدد من الثقافات الماثلة من خلال مجموعة من الآثار المتبقية عن الحقبة الدولية للمدينة.
ودعت العريضة التي توصل “لكم” بنسخة منها، جميع الغيورين على هذه المدينة وعلى ماضيها التاريخي، وحفاظا على إشعاعها المستقبلي، أن يعملوا على دفع الجهات المسئولة على إعادة النظر في هذا المشروع الذي يأتي في إطار مشروع طنجة الكبرى. في ذات السياق أصدر مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة، بيان قال فيه إنه يتابع “بقلق كبير عملية التسييج الذي تعرفها حدائق المندوبية بطنجة و ما يروج من أخبار حول مشروع لإنشاء موقف تحت أرضي للسيارات على أنقاض الحديقة في غياب تام لأي تشوير أو معلومة رسمية حول الموضوع”. وعبر المرصد في بيان تلقى موقع “لكم” نسخة منه، عن رفضه القاطع لأي مساس بهذا المتنفس الطبيعي، بالنظر الى المميزات البيئية و التاريخية للموقع المذكور، مشيرا إلى أن “المرصد قام ليلة أمس بزيارة ميدانية للموقع المذكور، و باشر اتصالاته مع الجهات المعنية ، و ذلك استجلاء للمعلومة الرسمية و المضبوطة كخطوة أولى قبل المرور إلى أي إجراءات و مواقف أخرى”. وأكد المرصد على “أن أي اعتداء على الموقع المذكور هو جريمة جديدة سيتصدى لها أبناء المدينة بكل حزم و قوة”، مستحضرا “روح تنسيقية السلوقية و جذوة سنوات من العمل المدني الدؤوب لمواجهة أطماع وحوش المال و العقار و جرائمهم”. وثمن البيان “تحرك العديد من المناضلين البيئيين الذين يتابعون هذا الملف”، داعيا “عموم أبناء المدينة و مختلف فعاليتها البيئية و الحقوقية للتعبئة العامة للوقوف أمام هذه الكارثة البيئية المُحتملة”، كما “يدعوهم الى مزيد من اليقظة دفاعا عن بيئة المدينة و مآثرها التاريخية”.