تعيش الثانوية التأهيلية بتنجداد، منذ بداية الدخول المدرسي الجاري على إيقاع أزمة خانقة في ما يتعلق بأجنحة إيواء التلميذات بالقسم الداخلي. وقد ذكرت مصادر مطلعة أن الطاقة الاستيعابية لهذا القسم الخاص بالإناث لا يتجاوز 80 تلميذة في الوقت الذي قدر عدد الوافدات عليه بأكثر من 128 تلميذة. مما أجبر إدارة المؤسسة على تدبير الأزمة وذلك بإضافة أسرة جديدة على مستوى الأجنحة المخصصة لهن، هذا علاوة على استغلال الحمامات وتحويلها إلى أجنحة إضافية. وفي ذات السياق دخلت المتضررات في احتجاجات سلمية أسفرت عن حوار أولي مع إدارة المؤسسة التي اقترحت مجموعة حلول ترقيعية لن تغير من الواقع الهش أي شيء. يقع كل هذا زمن الترويج والتغني بالمخطط الإستعجالي والحكامة الجيدة في تدبير مرافق المؤسسات التعليمية ومدرسة النجاح ومحاربة الهذر المدرسي، شعارات كثيرا ما أثلجت صدور أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الذين استبشروا خيرا بقرب فلذات أكبادهم خاصة ساكنة اغبالو انكردوس والنواحي. وفي سياق مقترحات إدارة المؤسسة، تحدث ذات المصدر عن إمكانية توزيعهن على داخليات مدينة الرشيدية، مما يضعهن أمام خيار قطع مسافات بعيدة لمتابعة الدراسة أو الانقطاع نهائيا في انتظار مستقبل قد يأتي أو لا يأتي...... هكذا وداخل الحمامات تعيش أفواج من الفتيات، والأسرة هنا وهناك تحت رحمة أنابيب بالية أصبحت ملاذا للعديد من الحشرات والطفيليات المتعفنة، مما يجعل حياتهن في شبه زنزانات لا ترحم. بل وتحيل إلى أجواء تنظر إليها وكأنك في سجن تنتظر الفرج، أو إصدار حكم هو بيد من يملك القرار! حالة مقرفة ومنظر باعث على الشؤم، نرجو أن يتدخل من يعنيه الأمر للنظر فيه بجدية، وإعادة البسمة لهؤلاء التلميذات اللائي أتين من قمم الجبال وكلهن أمل في متابعة الدرس وتحقيق حلمهن في مستقبل واعد. فهل ستتدخل الجهات المعنية لإنصافهن؟ أم أن حالة التهميش والإقصاء ستظل هي المهيمنة؟ ذلك ما ستؤكده أو تنفيه الأيام القليلة المقبلة.