عوض أن تكون أراضي الجموع مصدر رزق وأمن غذائي بالنسبة لذوي الحقوق فإنها أصبحت هاجسا أمنيا وعرا نظرا للنزاعات الجماعية عليها ونظرا للنمو الديمغرافي للسلالات من ذوي الحقوق مما يترتب عنه إعادة قسمة هذه الأراضي وإن حدث فإن نصيب كل من ذوي الحقوق يصبح أقل بالإضافة إلى هذا كله فالقائمون على تدبير هذه الأراضي ، من نواب سلاليين ورجال سلطة عاجزون عن حل مشاكل المواطنين المتعلقة بهذه الأراضي هذا إضافة إلى تورطهم في عمليات تفويت غير قانونية لها. ففي جماعة الطاوس مثلا تتعرض أراضي الجموع بقبيلة آيت خباش منذ سنوات أمام أعين السلطة وأعضاء اللجنة السلالية (تتعرض)للتقسيم العشوائي والفوضوي من طرف مجموعة من الأشخاص الذين يستغلون الإقبال المتزايد على إنجاز مشاريع استثمارية مهمة فوق هذا الوعاء العقاري ،متجاوزين الأعراف القائمة داخل المنطقة والقبيلة والقوانين الجاري بها العمل . وقد وجه ذوو الحقوق بالقبيلة عرائض وشكايات عديدة للسلطات المحلية والإقليمية احتجاجا على عمليات النهب و الترامي على أراضي الجموع الفلاحية و غير فلاحية الكائنة بكل من تامزكيدات ومرزوكة وحاسي البيض وراس الرمل" وغيرها ،وينتظرون التدابير التي يمكن أن تقوم بها الجهات المعنية لإيجاد حل لهذا المشكل . و في السياق ذاته قام الخباشيون بوقفة احتجاجية إنذارية و أولية يوم الأربعاء 24 مارس 2010 أمام مقر قيادة الطاوس بمرزوكة للاحتجاج على التوزيع العشوائي لأراضي الجموع بالقبيلة، و حسب إفادة منسق الوقفة يوسف أنعام الملقب بالجزيرة :"فإن الخباشيين مقبلون على محطات نضالية لاحقة قد تطول ميدانيا حتى استعادة كامل الحقوق ومحاسبة المتورطين والمتلاعبين بأرض أجدادهم لأنها ملك أحفادهم وهم أصحابها وهم الذين يحق لهم التصرف فيها وفق الأعراف والقوانين المعمول بها في هذا المجال"مشيرا أن هذه الأٍراضي من العار أن توزع على بعض الأسياد وبعض رجال السلطة في أسماء زوجاتهم وأقاربهم في حين تحرر محاضر كيدية في حق مواطنين من ذوي الحقوق هم في أمس الحاجة إلى هذه الأرض من غيرهم . ويضيف "الجزيرة" بأن هذه الوضعية الفوضوية تتحمل مسؤوليتها السلطات الإقليمية والمحلية إضافة إلى السيد نائب أراضي الجموع وأعضاء اللجن السلالية المفبركة والموالية إما للسلطة أو لرئيس الجماعة الذي يتحمل هو الآخر الجزء الأكبر لهذه الوضعية بصفته منتخبا ورئيسا ممثلا لجميع ساكنة قبيلة آيت خباش. السؤال الذي يطرح نفسه ما موقف السلطات الوصية سواء المحلية منها أو الإقليمية من هذه التجاوزات في ملف أراضي الجموع لقبيلة آيت خباش ؟ و كيف يمكن أن تتعامل السلطة مع هذه الاحتجاجات اليومية التي يبدو أنها لن تهدأ حتى تقوم المصالح المعنية بتدخلات قوية ضد كل أشكال الترامي على أراضي الجماعة السلالية .