ويضع الحجر الأساس لبناء مركز للتوجيه السياحي إملشيل7-12-2009 أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، اليوم الاثنين بإملشيل (إقليم ميدلت) ، على تدشين دار للمرأة القروية ووضع الحجر الأساس لبناء مركز للإعلام والتوجيه السياحي يندرجان في إطار برنامج التدخل الإنساني لمؤسسة محمد الخامس للتضامن بالمنطقة، والذي تبلغ كلفته 13 مليون درهم . وبهذه المناسبة ، قام جلالة الملك بزيارة المدرسة النموذجية آيت علي أوداود بعد إعادة تأهيلها وتهيئتها من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، كما تابع جلالته عرضا حول برنامج التدخل الإنساني والتنمية الجماعية الذي تنجزه المؤسسة. وتهم هذه العملية، التي تغطي بشكل مندمج أنشطة ذات طابع إنساني واجتماعي وتنموي، تنظيم قوافل طبية متعددة الاختصاصات بتعاون مع عدد من جمعيات الأطباء وحملات لمحاربة ضعف البصر وعمليات جراحية لإزالة المياه البيضاء (الجلالة) وحملات للتحسيس بصحة الفم والأسنان مع توزيع حليب مجفف وملح مزود باليود وملابس ومحفظات وأدوات ولوزام مدرسية ومعدات ولوازم للأشخاص المعاقين. كما تشمل أيضا تأهيل خمس مدارس ابتدائية وإنجاز مشاريع للتكوين وكذا أنشطة مدرة للدخل . وتأتي عملية إعادة تأهيل مدرسة قرية أيت علي أوداود في إطار السعي لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ وسكنى المعلمين. وشملت العملية بناء قاعتين دراسيتين جديدتين بالإسمنت المسلح إلى جانب القاعة الموجودة حاليا، بدلا من القاعتين السابقتين اللتان تم إحداثهما باعتماد تقنية البناء الجاهز ، واللتان تمت إعادة تهيئتهما حاليا وتحويل أولاهما إلى مطعم وقاعة للدعم المدرسي وثانيتهما إلى مكتبة وقاعة متعددة الوسائط ولمحاربة الأمية. كما تضمنت العملية تحسين وضعية سكنى المعلمين وتجهيز وتهيئة ملعب لكرة القدم المصغرة وتشييد مرافق صحية وتزويدها بالماء الصالح للشرب وربطها بشبكة الكهرباء. ومن جهتها، تتكون دار المرأة القروية التي دشنها جلالة الملك والمحاذية لمدرسة قرية آيت علي أوداود، من حضانة وورشات للنساء لتعليم النسيج والخياطة. وقد تم تفويت شؤون تدبيرها لجمعية محلية . وسعيا وراء ضمان استفادة السكان المحليين ومساهمتهم في المحافظة على هذه المدرسة وانفتاح هذه الأخيرة على محيطها، تم تمكين هؤلاء من دروس محو الأمية والتربية الصحية، فيما يستفيد الشباب من إمكانية الولوج لملعب كرة القدم المصغرة خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطل المدرسية. وإلى جانب المدرسة النموذجية لآيت علي أو داود، يتضمن برنامج إعادة التأهيل والتهيئة أربع مدارس أخرى في كل من تيسيلا وتامزازارت ويحيى أوصغير وتاغيغاشت. وقد تم تجهيز جميع المدارس التي تمت إعادة تأهيلها بمكتبات وقاعات متعددة الوساطة تعتمد أيضا في عمليات محاربة الأمية والدعم المدرسي. وبالمقابل استفادت الجماعات المعنية بالبرنامج والتي لا تتوفر على وحدات للتعليم الأولي من وحدات جديدة إلى جانب ورشات للنساء تم إنجازها على مستوى دور النساء القرويات . وهكذا تم إحداث خمس حضانات بكل من آيت علي أوداود وتيسيلا وتامزازارت ويحيى أوصغير وأوتربات. ومن جهتها، عرفت داخلية ثانوية إملشيل، تهيئة مرافق صحية ومغاسل، وإعادة تأهيل المطبخ والمقصف إلى جانب تجديد تجهيزاتها (الأغطية والأفرشة وأجهزة المطبخ ...). وفي إطار السعي نحو توفير مساعدة طبية للقرب وتجاوز الصعوبات التي تواجه المرضى بالمنطقة للوصول للعلاجات المتخصصة بسبب صعوبة المسالك وقلة الإمكانيات المالية، تم وضع برنامج متنوع للتدخل . كما تم تنظيم قوافل طبية متعددة الاختصاصات طيلة ثمانية أسابيع ، بشراكة مع جمعيات الأطباء وتعاون مع مصالح وزارة الصحة. وهكذا تم خلال هذه القوافل التكفل بالحالات التي تم جردها خلال عمليات الفحص والكشف اليومي بالمراكز والمستوصفات الصحية ، حيث استفاد المرضى من العلاج بالمجان وكذا فحوصات وعمليات تشخيص تكميلية مقدمة من طرف الوحدات الطبية المتنقلة التابعة للمؤسسة (الفحص بالأشعة السينية والفحص بالأشعة). فضلا عن ذلك ، قامت المؤسسة بتعاون مع المركز الوطني محمد السادس للأشخاص المعاقين بتنظيم حملة للكشف المبكر عن الإعاقة وتوزيع معدات وآليات للأشخاص المعاقين، على ثلاث مراحل تشمل الكشف والتجريب والتعديل ثم التسليم النهائي للتجهيزات. وشملت الحملة حالات الإعاقة الحركية بالمنطقة، استفاد منها 17 شخصا . كما سيستفيد شخصان من بينهم من عمليات جراحية متكفل بها بمستشفيات وزارة الصحة قبل استفادتهما من الآليات الضرورية. ومن جهة أخرى، أنجزت المؤسسة برنامجا للتحسيس بأهمية الملح المزود بمادة اليود شمل المآوي والمطاعم، ويهم أيضا توزيع أربع أطنان من مادة ملح اليود. وشملت عملية التشخيص وعلاج ومحاربة ضعف البصر، التي تم القيام بها بالوسط المدرسي، جميع التلاميذ والذين بلغ عددهم 4424 مستفيدا . وهمت أيضا توزيعا شاملا لنظارات تصحيح البصر، إلى جانب تمكين 120 شخصا من برنامج للتكفل يشمل عمليات جراحية لإزالة المياه البيضاء (الجلالة). كما تضمن برنامج التدخل الإنساني لمؤسسة محمد الخامس للتضامن تنظيم حملة صحية تستهدف تحسين شروط صحة الفم والأسنان بالنظر لارتباطها الوثيق بالصحة العامة. وشهدت هذه العملية التي نظمت في صيغة أنشطة تربوية لفائدة الأطفال توزيع معدات لتنظيف الأسنان (الفرشاة والمعجون). ومن جهة أخرى، تم تنظيم عملية للتكفل بالمصابين بمرض الربو بتعاون بين المؤسسة و"الجمعية الطبية للمساعدة بين منطقة أوفيرن والمغرب". وتتضمن العملية التي تمتد سنتين التشخيص وتقديم العلاج والتحسيس لفائدة أطفال المنطقة الذين يعانون من مرض الربو، إلى جانب دورات للتكوين المستمر لفائدة الأطر الطبية والتعليمية. كما احتل إنجاز مشاريع لفائدة المرأة حيزا مهما ضمن برنامج تدخل المؤسسة بالمنطقة. وهمت بناء وتجهيز ورشات للنساء تتخصص في إنتاج النسيج والأقمصة الصوفية والخياطة والترويج لمنتوجات التعاونيات النسوية وتثمين المنتوجات المحلية ضمن فضاءات مخصصة للبيع كما ضمت دور المرأة القروية برامج لمحاربة الأمية الوظيفية وللتربية الصحية. ومن جهة أخرى شرعت المؤسسة في خلق مشاريع مدرة للدخل من خلال إحداث وحدة لتربية الدجاج وورشة للنجارة ووحدة لإنتاج وصنع السلال انطلاقا من النباتات المحلية. وبدوره ، حظي القطاع السياحي ببرنامج دعم ارتكز على عدد من المحاور يهم أولها تأهيل المؤسسات السياحية من خلال إعادة تأهيل المآوي التي بلغ عددها 30 مأوى وكذا تجهيزها في أفق تحسين جودة خدماتها. فيما يروم المحور الثاني خلق أنشطة سياحية جديدة وإضافية بهدف تمكين جمعية أصحاب المآوي السياحية والمرشدين السياحيين الجبليين من دخل إضافي . وتهم هذه الأنشطة الدراجات الهوائية الصالحة للسيرعلى جميع الطرقات وجولات سياحية على ظهور البغال وأخرى سيرا على الأقدام والجسور المعلقة وسهرات تنشيطية ... الخ. ويتضمن المحور الثالث بناء مركزين للإعلام والتوجيه السياحي، حيث سيتم إسناد مسؤولية تدبير هذه المراكز، إلى جمعية أصحاب المآوي. وستضطلع بثلاث وظائف تتوزع ما بين الإعلام بالنسبة للسياح والحجز والسهر على ضمان المنافسة الشريفة وجودة الخدمات. كما سيشكل المركزان فضاء لعرض وبين منتوجات الصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية. ويقوم المحور الرابع على إنجاز دليل سياحي بشراكة مع جمعية "أخيام" المحلية، في حين يتمثل المحور الخامس في تكوين أصحاب المآوي والمرشدين السياحيين الجبليين، ويستلزم هذا المحور إشراك مهنيي قطاع السياحة ووزارة السياحة في ما يخص الجانب التقني ومؤسسة محمد الخامس للتضامن في جانب التدبير والمحاسبة والصحة وعمليات الإنقاذ . وبهذه المناسبة أشرف صاحب الجلالة على تسليم نظارات طبية ومعدات خاصة بالأشخاص المعاقين لفائدة عدد من المستفيدين من أبناء المنطقة .