قامت الجمعية الطبية للمساعدة على التنمية بين مدينة لوفيرن والمغرب, من3 إلى11 أكتوبر الجاري, بعمل إنساني كبير, وهو الرابع من نوعه, لفائدة الفئة المعوزة بإقليم الرشيدية. وقد استهل عشرة أطباء فرنسيين بكل من مدينتي الرشيدية والريش, عملهم في إطار أسبوع تضامني لفائدة المرضي المحليين بمستشفى مولاي على الشريف ومستشفى الريش (على بعد66 كلم عن الرشيدية), يشمل مختلف التخصصات وجميع المصالح الطبية. وقال الدكتور عزيز عمار عضو مسير بالجمعية المنظمة «لقد توزعنا إلى فريقين, حيث استقر الفريق الأول في الريش والثاني في الرشيدية, وذلك حتى يتسنى لأكبر عدد من السكان الاستفادة من خدماتنا». وبخصوص انعكاس هذه العملية على المرضى من ساكنة هذه الجهة, أكد الدكتور عمار أن أثر هذه المبادرة التضامنية «يكتسي أهمية بالغة, حيث يقوم الأطباء, الذين تمت تعبئتهم من طرف الجمعية, بإجراء قرابة عشرة آلاف من الفحوصات ونحو400 عملية جراحية». وأضاف أن بعض الحالات الخاصة تستدعي إجراء عمليات بمستشفى مولاي على الشريف, وذلك بمبادرة من الفرنسي الدكتور برنار إرتوم, وتتعلق بجراحة تقويم فك الوجه وأورام الرأس والغدة النخامية في الدماغ وكذا بتركيب الأرجل الاصطناعية. وقد توسع عمل الجمعية ليشمل التجهيزات الطبية التي قدرت قيمتها بحوالي 700 ألف أورو لفائدة مستشفى مولاي على الشريف, وتمثلت في مجهرين لإجراء العمليات الجراحية, وآلات التنفس الاصطناعي بقاعة الجراحة, وأسرة طبية للإنعاش وآلتين للكشف بالأشعة وآلتين للفحص بالأشعة على القلب. وأضاف المصدر ذاته أن الجمعية قدمت للمسؤولين الإقليميين في الصحة هبة تقدر بطن ونصف من الأدوية وأربعة أطنان من المواد التي تستعمل في الجراحة. ويتوخى هذا العمل الاجتماعي الكبير تقديم مساعدة طبية في مختلف التخصصات لفائدة الفئة المعوزة من ساكنة هذه الجهة والتي يصعب عليها الاستفادة من الخدمات الطبية الأساسية. وتم وضع فريق طبي يضم100 طبيب (80 فرنسيا و20 مغربيا), رهن إشارة ساكنة الجهة خلال هذه العملية التي تكتسي طابعا اجتماعيا صرفا. كما شارك في إجراء هذه الفحوصات ما لا يقل عن20 متخصصين وجراحين في أمراض السكري والكلي والرئة والقلب والروماتيزم والحنجرة وطب النساء والأطفال والجراحة التقويمية وغيرها. من جهة أخرى, أضاف المصدر نفسه أن الجمعية تذكي دينامية على النسيج الجمعوي بالريش, وذلك من خلال العمل في مجال الطب الاجتماعي في إطار عمل مندمج يعكس التعاون اللامركزي بين جهات أوفيرن (الإقليم التاريخي لوسط فرنسا) ومنطقة الرشيدية. يشار إلى أنه تم تنفيذ هذه المبادرة بشراكة مع العديد من المؤسسات العمومية والجمعيات والمختبرات الصيدلية والمستشفيات والشركات والأبناك في فرنسا والمغرب, من بينها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج, والمجلس العام لبوي-دي-دوم والمركز الاستشفائي الجامعي لكليرمونت-فيران بفرنسا. وتعتمد الجمعية الطبية للمساعدة على التنمية بين مدينة لوفيرن والمغرب منذ إحداثها سنة2001 على شبكة من الأطباء والممرضين وعلى كفاءات قطاعات أخرى بجهات أوفيرن والرشيدية, وذلك بهدف القيام بعمليات ذات بعد إنساني.