الحلقة الأولى: كان طبيب تلك المدينة الصغيرة التي تقع في شمال المغرب ، اسبانيا. ذو جسم ممتلئ و رفيع ، شعر رأسه ناعم و مدهون في غالب الأحيان بمادة لزجة ، يرجعه إلى الوراء ، متشبها بالأرستقراطية الإنجليزية و بكبار ممثلي " هوليود". عيناه كانتا صغيرتان و ضيقتان ، و فمه كبير بشفتين ممتلئتين ، تبدو منه كلما ضحك أو ابتسم أسنان بيضاء ناصعة. كان جوهري الصوت ، يستقبل مرضاه ، مرتديا بزته البيضاء ، تعلو محياه ابتسامة عريضة ، مطمئنا إياهم على مصيرهم الصحي . كان ينتقل كذلك لمنازل المرضى ، كلما طلب منه ذلك ، أو في حالات الاستعجال. أحب مرضاه و بادلته ساكنة المدينة نفس المشاعر و الأحاسيس . لم يكن هذا الطبيب غير الإسباني : " دون بيدرو". كان متزوجا بامرأة أندلسية جميلة بقسمات و ملامح عربية ؛ أنجبت له ثلاثة أطفال : بنت و ولدين. استمر متفانيا في عمله إلى درجة أن ساكنة تلك المدينة القديمة ، أصبحت تعتبره أحد أفراد أسرها ، و بهذه الصفة أصبح يستشار في بعض القضايا العائلية. كبر أطفاله ، فاضطر الطبيب للهجرة إلى إسبانيا ، ليتمكن الأبناء من متابعة دراستهم . غادر هذا الأخير المدينة ، و ودعته أغلب ساكنتها باكية على فراقه. يتبع…/