لم يرق الاحتفال بالعيد الأممي للعمال فاتح ماي بمدينة القصر الكبير للمستوى المعهود، أمام التراجع الملحوظ في عدد المشاركين ، ولا حتى طبيعة تخليد هذه الذكرى التي تنتظرها الشغيلة لترجمة انتظاراتها مرة كل سنة. وهكذا تعددت مظاهر الاحتفال ما بين مقتصر على مقره كما هو الشأن لدى الفدرالية الديمقراطية للشغل ، والاتحاد العام للشغالين ، وبين منظم لمسيرة عمالية كالاتحاد المغربي للشغل ، وبين مشارك على الصعيد الجهوي شأن الاتحاد الوطني للشغل الذي توارى عن الأنظار محليا هذه السنة، وبين غائب تماما كحالة " نقابة الامل" التي تركت مناضليها بلا أمل هذا العام…. لقد خلدت الطبقة العاملة بالقصر الكبير العيد الأممي للعمال عبر تجمعات خطابية ، وهكذا تجمع مناضلو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فرع القصر الكبير بساحة سيدي يعقوب حيث نصبت منصة توالى على أخذ الكلمة بها كل من الكاتب المحلي للنقابة السيد بوغالب بالة ومسؤولين عن القطاعات النقابية يؤطرهم الشعار العام : " الحوار الوطني أساسي لتسوية القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية " كما تم التنديد بالجرائم التي يرتكبها التحالف الأمريكي الصهيوني في حق الشعوب، والاحتجاج على الارتفاع الصاروخي للأسعار ، والتضامن اللامشروط مع جميع الحركات الاحتجاجية الاجتماعية ثم التضامن المطلق مع المعطلين وحملة الشهادات…. – وبمقر مدرسة علال الفاسي الفكرية التأم مناضلو الاتحاد العام للشغالين بالمغرب فرع القصر الكبير تحت شعار " موحدون في النضال من أجل الوطن" بالقاعة الكبرى للاجتماعات بحيث تابعوا فقرات البرنامج المسطر لهذه الغاية والذي تضمن كلمة المركزية النقابية UGTM وكلمة المكتب المحلي للنقابة ألقاها رئيس اللجنة التحضيرية محمد الجعيدي عرض فيها لمشاكل قطاعية كسيارات الأجرة ، والمطاحن ، وكولينور ، وتجار سوق الفجر …. فكلمة مبعوث اللجنة التنفيذية السيد عبد الإله البحيري الذي أشار إلى كون الشغيلة كانت تنتظر أن تسارع الحكومة إلى تلبية ملفها المطلبي، وفي المقدمة مأسسة الحوار الاجتماعي والرفع من الأجور وحماية الحريات النقابية واعتماد النصوص القانونية التي ترسخ الحقوق، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق حيث إن العرض الحكومي من خلال الحوار الاجتماعي كان هزيلا ولا يرقى لانتظارات الطبقة الشغيلة. – الفيدراليون بمدينة القصر الكبير تحلقوا حول مقر النقابة ليتابعوا مهرجانا ترأسه الكاتب المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل السيد عبد السلام المصمودي وكلمات قطاعية بالمناسبة أطرها الشعار العام الذي اختارته مركزيتهم " نرفض سياسة الحكومة القائمة على تقويض المكتسبات والتضييق على الحقوق والحريات" في سياق تغييب الحوار الجدي المنتج واستهداف الحقوق والمكتسبات والاستفراد بالتقرير في القضايا المصيرية … – الاتحاد المغربي للشغل نظم تجمعا بساحة محمد الخامس ترأسه كاتبه المحلي الحاج أحمد المودن والذي تولى قراءة كلمة الأمانة العامة للنقابة ترجمت موقف المركزية من مختلف القضايا المرتبطة باحترام حقوق العمال ومن أبرزها حق الإضراب الذي يضمنه دستور البلاد والمواثيق الدولية ، مع إلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي ، والزيادة العادلة العامة في الأجور للعاملين بالقطاعين العام والخاص ، وتحسين معاشات التقاعد. مناضلو الاتحاد المحلي للاتحاد المغربي للشغل تابعوا كلمات قطاعية همت الجماعات المحلية ، الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، التعليم ، الفلاحة ، البريد، حراس الأمن …لينطلقوا بعد ذلك في مسيرة جالت اهم شوارع المدينة. – بساحة حديقة السلام تجمع منتسبو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، والمنتدى المغربي للإنصاف والمصالحة ، والجمعية الوطنية لحملة الشواهد وكلهم أجمعوا على فشل السياسات المتبعة والتي أفرزت أزمات على مستويات أبرزها التعليم الصحة سوق الشغل والحقوق الأساسية. ….