احتضنت قاعة الأنشطة بالثانوية التأهيلية وادي المخازن بالقصر الكبير زوال يوم السبت 23 دجنبر الجاري ندوة فكرية تحت عنوان " اللغة العربية و البلاغات القرآنية " من تنظيم كل من نادي الحكمة و نادي الثقافة و الفن أطرها الدكتور مصطفى الغرافي . الدكتور الغرافي ، أبرز في مداخلته نزول القرآن باللغة العربية جعلها تحظى بالاهتمام والتقدير عند المسلمين، حيث انتقلت القداسة من النص القرآني إلى اللغة التي حملت الوحي وبلغته إلى المخاطبين به ، كما أبرز أن اللغة العربية اكتسبت قيمتها وأهميتها من ارتباطها بالقرآن العظيم عندما اختارتها السماء لتوصيل آخر رسائل الخالق إلى الأرض، إضافة إلى أن ارتباط العربية بالقرآن ضمن لها الدوام والاستمرار. الدكتور الغرافي ، كشف أن الإعجاز في القرآن إعجاز بياني بلاغي بالدرجة الأولى، لأن التحدي وقع من جهة الفصاحة وطريقة التعبير، فهي الجهة التي ظهرت منها الحجة، لأن القرآن خرق المعهود اللغوي والبلاغي عند العرب، حيث وصل مرتبة في الفصاحة لم يستطع العرب معها محاكاته أو تقليده لأنه فاق قدراتهم وتفوق على سائر أنماط الخطاب المعروفة لديهم. و أضاف المحاضر أن المعرفة البلاغية مثلت في الدراسات الإعجازية الوسيلة المثلى لاكتشاف الإعجاز والاستدلال عليه بسبب الطبيعة اللغوية للصياغة القرآنية ، قبل أن يثير مجموعة من الإشكالات التي يثيرها تأويل القرآن، حيث أوضح أن اللغة العربية لغة بشرية ترتبط بعالم الحواس النسبي فكيف يمكنها التعبير عن المطلق ونقل الرسالة الإلهية المتعالية. وهو ما جعل التفاسير على اختلاف أنواعها ومرجعياتها تنبني على أساس الظن وليس الجزم والقطع. عقب انتهاء الدكتور الغرافي من عرضه ، فسح المجال أمام الحضور من أساتذة و تلاميذ لطرح مجموعة من الأسئلة التفاعلية التي أغنت النقاش و ساهمت في توسيعه .