أنا فلسطين … أنفاسي محنطة بأستار سود … منكمشة في مسارب الضمور … أود إبحارا على سفائن الوجود ..أريد التحليق فوق مسالك النور ..أرفض الأفول في أعماق هذا الزمان .. وآبى الركود في قبضة العدوان … أنهكني طول نفض الغبار .. وجيراني في مسافات لا تنتهي غشيتهم الغيوم في سكرات الإغماء وغفوة التناوم … آه .. أنا القدس .. أرض المعراج .. لا تكلوني للزمان ..فمرافئ العجم وإن تناءت تسابقت إلى مرفئي في بحور الجشع .. ومرافئكم وإن تدانت طالت في التجديف دون الوصول … هل أنا عنكم في رحيل أبدي ؟ هل أنا بكم يظل الحلم حلما .. ووعدكم امتصاصا في فم السراب ؟ أية غاية أنا ؟ زهرة تأبى التفتح والتبرعم بخُلَ عنها الطل والندى من راحتكم التي هي سخية للعجم ، فبقيت شاحبة في صمت الأفول تنوح برحيق أساها كنذير شرٍّ … لكن يوما مع موعد الله في وعده الذي لا يخلفه كما جاء في سورة الإسراء ، ستمطر السماء في أمل جديد .. وتشرق ألوان الطيف في قوس قزح هو علامة بزوغ أمان قادم مع جيل جسور قادم ، هو طوفان الحق الذي يدحض الباطل ويركمه سيكون معه الإشراق بشمس العروبة والإسلام على السفوح الخضر من أرضي – أنا فلسطين – فتزهو حدائقي بالتبرعم والنضوج فلا أفول ولا ضمور .. إنه – كما قلت- وعد الله جل جلاله في سورة الإسراء .. والله سبحانه لا يخلف وعده …ومن تم سأبقى على الأبدية زهرة المدائن …