الإعلام والهجرة كان محور الدورة التكوينية التي نظمتها جمعية قطار المستقبل بالعرائش بشراكة مع جمعية قطار المستقبل بالسويد، لفائدة الإعلام المحلي الورقي والإليكتروني بإقليم العرائش. و استفاد من هذا التكوين كذلك ، والذي امتد لمدة يومين 14 و15 أكتوبر 2017 بقاعة با احنيني بالعرائش عدد من الباحثين والمهتمين بقضايا الهجرة والإعلام . وقد افتتح أعمال هذا الورش الإعلامي المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال إبراهيم الشعبي الذي تحدث عن تجربته بالديار الإسبانية حين توجه إليها كمهاجر رفقة أسرته للدراسة، وكتب كتابا عن الهجرة السرية رفقة زوجته، وأوضح أن الإشكال الكبير الذي يخص الإعلام والهجرة هو مدى تأثير هذا الإعلام في سلوكيات المهاجرين وكذا المواطنين المستقبلين لهم. وأضاف أنه في الوقت الذي يهتم به المغرب بجانب الهجرة سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي، فإن موضوع الهجرة على مستوى الإعلام بشقيه السمعي البصري والورقي لم يحض باهتمام كبير، ولا يتم تناول الموضوع إلا مناسباتيا . وناشد الشعبي الإعلام بضرورة الاهتمام بموضوع الهجرة بشكل مستمر ، وخاصة أن المغرب لم يبق مجرد بلد مصدر لليد العاملة، بل أصبح مستقبلا لهذه الهجرة، ويبقى أمله أن تكون هناك مواكبة دائمة للموضوع إعلاميا و أن تحدث شعبة بالكليات تهتم بالصحافة والهجرة . وعن تنظيم هذه الدورة أوضح أشرف اطريبق ممثل الجمعية المنظمة للتكوين أن اختيار الموضوع جاء لكون الهجرة أصبحت ظاهرة أساسية تفرض نفسها، مما ينبغي على الإعلام أن يحسن التعامل معها، و يتجنب الخطابات العنصرية التي يمكن أن تسيء إلى المهاجرين أو اللاجئين أو النازحين. كما أن الاعتبار الثاني حسب اطريبق لاختيار الموضوع هو الدور القيادي والريادي الذي أصبح يلعبه المغرب على مستوى الانخراط في إفريقيا، وعلى مستوى العلاقات مع البلدان الأوربية في الضفة الأخرى، وهذا يعني أن يكون هناك انخراط مجتمعي بدءا من المسؤولين ورجال الاعلام وكذا على مستوى المجتمع المدني.. وقد أطرت هذه الدورة الدكتورة فيروز فوزي من كندا، وتناولت خلالها عددا من المواضيع المتعلقة بالهجرة، والتي يتوجب على الإعلامي معرفتها، حيث قامت بتحديد المفاهيم الأساسية المرتبطة بالهجرة وأنواعها، وتطرقت إلى قضية اندماج المهاجرين والصعوبات التي تعترضهم قصد الاستقرار والتساكن داخل البلد المستضيف، مقدمة نتائج بعض الدراسات والأبحاث العلمية حول الموضوع. كما حددت المعايير وأخلاقيات المهنية التي يجب احترامها أثناء تناول موضوع الهجرة، وتحدثت عن بعض أصناف الكتابة الصحفية كالخبر، والتحقيق الصحفي والربورتاج، وتقنيات التواصل الصحفي وخاصة مع المهاجر، سواء كان لاجئا أو مهاجرا ترك بلد من أجل العمل أو الدراسة، أو نازحا. واختتمت أشغال الدورة بتوزيع شواهد تقديرية على المستفيدين من التكوين، وسلمت شهادة شكر وعرفان من الجهة المنظمة لمؤطرة التكوين.