في زمن منتخب ميكسيكو 86..كنا نعتقد ان القصر الكبير اخطر مدينة في المغرب ، واننا بقليل من الحظ كنا سنسطق حكم الحسن الثاني أرضا بثورة شعبية عارمة … قوامها مئات من الهيشار والتلاميذ الذين خرجو من الثانوية "يصرخون ان البوطة بخمسة وسبعين وبوانا راجل مسكين .. " حتى الدراري ولاد ماما لي كانت عندهم ثلاثة ديال البوطات فالدار ، كانو يرددون هذا الشعار مع ابناء الحازقين .. قبل ذلك كنا مدينة حقيرة ،عندما يذكر اسمها مقدم النشرة الجوية في التلفزيون ، تعم الاحتفالات أرجاء البيوت القصراوية … لم يكن احد في المغرب "يعبق " بنا .. وكنا نحس بعقد نقص شاسعة .. وكنا نقول للناس في كل مكان وبلا مناسبة ، ان الملحن عبد السلام عامر قصراوي .. و ان اللاعب عبسلام الغريسي قصراوي .. وعندما كنا نلمح اللاعب "الدومي" وسط ميدان الكوكب المراكشي يلعب البطولة الوطنية على التلفاز ، كان الكل يطير في المقهى " هاهو الدومي قصراوي والله تا قصراوي " كنا مدينة فاشلة وحالمة ومليئة بالبطاليين وتتطلع الى صناعة البوووووز بأية طريقة .!! كنا هامشيين في مدينة هامشية ، يتحدث فيها الكل عن بطولات غابرة ،لايمكن مشاهدتها بالعين المجردة .. حتى جاء اليوم الذي وصفنا فيه الحسن الثاني "بالأوباش " لتعم الفرحة كافة ارجاء المدينة ، لقد كان الكل في المدينة ينظر اليك فخرا باعتباره "وبشا" .. لقد كنا نعتقد ان هذا الوصف ،لفتة تقدير كبيرة من عاهل البلاد، لطاقات هذه المدينة الشابة والواعدة .. كنا منتشين كل النشوة بإغضاب الملك الذي "لا يغضبه التفهاء" !!! لقد تأكدنا اننا لسنا تفهاء ! و كان هذا أكبر بووووز نحققه بعقلية تلك الفترة .. بعد ذلك فشلت الثورة، وأصبح اغلب "القياديين الثوريين" في القصر الكبير، آباء تعساء، ومطلقين يتشاجرون في المحاكم على دعاوى النفقة، او موظفين في الواظيف، أومجانين يرفعون شارة النصر، في وجه جوق الفرقة النحاسية !! اعتقادا منهم انها طلائع قوات القمع المخزنية وهي تحتفل بسقوط آخر قلاع الثورة في مدينتنا الشامخة .. كانت لحظة غضب ملكي تألقنا فيها ولم نعد بعدها للتألق أبدا انتظرنا حتى سنة 2000 عندما طحن قطار الخامسة صباحا جرارا به أكثر من اربعين عاملة زراعية بائسة، من دوار السواكن في طريق الى واد المخازن .. لقد حولهن الى أشلاء متناشرة على جوانب السكة الحديد!!؟؟ .. فتناقلت الجزيرة والسي ان ان وفوكس نيوز وكل قنوات العالم الخبر .. فعمت الافراح والمسرات أرجاء مدينة القصر الكبير …" يا الهي لقد خلقنا الحدث من جديد .." عاش القصر الكبير ولا عاش من عاش بجانب الذي عاش بقرب من مر قدام من خانه …