مدينة القصر الكبير تأكد لنا بعض المراجع أن وجودها يعود إلى أكثر من 700 سنة قبل الميلاد ؛ و أنها عاشت عصر التمدن قبل مدينة فاس ؛ و أن علمائها وشيوخها كانوا من كبار أساتذة جامع القرويين العريق بفاس. وقد إستطاعت هاته المدينة الصغيرة عبر الزمن أن تنجب شخصيات كان لها وزنا كبيرا في الساحة الوطنية و العالمية من مثقفين و أدباء و رياضيين و شخصيات سياسية… ورغم هذا التاريخ العريق الذي لم يشفع لها إلى أن هذه المدينة أضحت تعيش الأن في عزلة تام لا من رحيم يرحم ساكنتها التي كأنها تعيش في مستشفى الأمراض العقلية ؛ وليس في مدينة لها ثقافة و أصالة و عراقة متجدرة في تاريخ مغربنا العزيز. إحتلال للملك العام من طرف أصحاب المقاهي و الباعة المتجولون؛ أزقة وشوارع مليئة بالنفايات. شباب و شبات عاطلون عن العمل لأن المدينة تفتقر للمنشآت الصناعية التي ستمتص نسبة البطالة العالية ؛ غياب المساحات الخضراء والمتنفسات؛ مستشفى مدني يعرف عجزا في المعدات الطبية والعنصر البشري؛ إذ نسجل كل يوم عدد من الوفيات سببها الإهمال الطبي. بنية تحية جد ضعيفة و متدهورة؛ بضع قطرات من التساقطات المطرية كافية لإغراق مجموعة من الأزقة في الفياضانات؛ إجرام إنتشر بشكل مهول في جل أحياء المدينة أمام غياب شبه تام للأمن. والمشكل الخطير هو غياب مجتمع مدني قوي ومتماسك يعمل داخل أحياء المدينةالمهمشة،غياب يستغله أصحاب القرار بكثير من الإنتهازية والمصلحة. لقد مللنا كثير من هاته الوجوه المتصارعة على السلطة والتي هي السبب في هدا الخلل الخطير الذي تعرفه مدينتنا. التهميش واللامبالاة و سياسة الإقصاء الممنهج يطالنا و منذ سنين عدة ؛ ومن أراد أن يتأكد ما عليه سوى زيارة بعض أحياء المدينة للوقوف على مظاهر الفقر والحرمان و(الحكرة) فسكان هذه المدينة محرومون من كل شيء. الفساد السياسي طبعا عامل مهم ورئيسي في زيادة الفقر والحرمان والتهميش؟ فألا يعترف دستور مغربنا بأن لكل مواطن الحق في السكن اللائق والحق في العمل والصحة والحق في العيش الكريم؟ أين نحن من كل تلك الشعارات الحزبية الجميلة و المرسومة على الورق فقط ولا صلة لها بالواقع؟ هل نحن مواطنون حقا أم مجرد أرقام يستعملونها وقت الحاجة؟ ؛ ولكن يبقى السبب الرئيسي لتراجعها هم بعض رؤساء وأعضاء المجالس المتعاقبة اللذين هم دون المستوى. مسؤولوا مدينتي العزيزة جعلوا منها حقلا لتجاربهم القذرة وتحكمهم في مصير سكانها وليس بغريب علينا ذلك ونحن نرى فقط صراعات بين القوى السياسية التي تمثل نفسها فقط من أجل كسب المناصب والمراكز والكراسي ولا يهمها بناء المدينة أو التفكير في آليات جديدة لإنقاذها من السكة القلبية التي تؤدي من حين لأخر إلى خروج المحكورين إلى الشارع للإحتجاج. شخصيا وللأسف الشديد لم أعد أثق بوعود أصحاب الكراسي من منتخبين ورجال سلطة ؛ مما دفعني كشاب مغربي له غيرة على وطنه و محب لملكه ؛ أن أناشد مولاي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ؛ أن يتفقد أحوالنا و أن يخص جلالته نصره الله بزيارة مولوية شريفة لهاته الحاضرة التي كانت و ماتزال وستظل إن شاء مدافعة عن الشعار الخالد الله الوطن الملك.