هذا النظام الغذائي الذي سنتطرق إليه ما هو إلا نظام غذائي تقليدي عريق، يتميز به دول البحر الأبيض المتوسط. هذه الدول تشمل دول إفريقيا الشمالية: خصوصاً المغرب، الجزائر، تونس.. جنوب أوروبا وبالأخص اليونان، إسبانيا، إيطاليا، تركيا… وجنوب غرب آسيا، ونذكر بالخصوص لبنان وسوريا… النظام الغذائي المتوسطي كما ذكرنا سابقا، هو عادات غذائية تقليدية ورثها الأبناء عن الآباء. تتميز هذه العادات الغذائية بالتنوع في المواد الطبيعية المستعملة وتنوع الوصفات وكيفية الطهي، وذلك راجع لخصوصية كل دولة وتقاليدها. لنتطرق أكثر إلى خصائص هذا النظام الغذائي، سنتعرف على الهرم الغذائي الخاص به: قاعدة الهرم تعتمد أساسا على الاستهلاك اليومي للنشويات: الخبز، المعكرونة، البطاطس…، الخضر وبالأخص الثوم ذي الخصائص الممتازة، البصل، الجزر، الباذنجان والخضروات التي تمتاز بها كل دولة، الفواكه مثل البرتقال، التفاح الذي يمتاز بخصائصه العديدة الطبية، الإجاص، العنب، التوت الشوكي، الرمان…الفواكه الجافة خصوصا التمر، اللوز، البندق…، الأعشاب الخضراء والتوابل، ولا ننسى أبداً الزيوت النباتية وعلى رأسها زيت الزيتون بخصائصه المغذية والطبية وطبعا الزيتون الذي لا غنى عنه في كثير من البلدان المذكورة آنفاً. تأتي بعدها في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، على الأقل مرتين في الأسبوع، الأسماك والفواكه البحرية. لحوم الدجاج و البيض و الحليب ومشتقاته تأتي أهميتها بعد الأسماك، وينصح باستهلاكها بنسب معقولة (مرة كل يومين أو مرة في الأسبوع). في قمة الهرم تأتي اللحوم الحمراء والسكريات القليلة الفائدة للجسم والمضرة إذا أكثرنا من تناولها، لذلك يحبذ التخفيف من استهلاكها قدر الإمكان. وكما نعلم جميعاً، فالماء سر الحياة، لذلك استهلاكه بوفرة يساعد في إنعاش الجسم وتنقيته ومساعدة الكلى على التصفية. بالنسبة للدول غير المسلمة، فإنها تستهلك النبيذ باعتدال. ومن أساس حيوية الجسم، الحركة و الرياضة المعتدلة، لهذا السبب تأتي كمكمل لهذا النظام الغذائي. ولا يمكن التغاضي عن قاعدة مهمة لا تقل قيمة عن الغذاء نفسه، وهو الحرص على حميمية العلاقات وقت الأكل، والحرص على الوجبات العائلية مع الأحباب، والاستمتاع بأوقات التجمعات العائلية. وهذا النظام الغذائي الذي تطرقنا ما هو إلا عادات وأكلات تقليدية كما ذكرنا آنفاُ، نذكر منها: الكسكس المغربي الحمص البايلا الإسبانية التبولة اللبنانية