الكثير من الزوجات في عالمنا العربي يعانين غموض أزواجهن وكتمانهم للعديد من الأمور والأسرار، إضافة إلى انطوائهم وعزلتهم عن الآخرين، حيث يريدون أن يأخذوا أكثر مما يعطون ويعتبرون أن كيانهم النفسي وقيمتهم الاجتماعية لا يمكن أن تكتمل إلا إذا جعلوا مَن حولهم حيارى في أمورهم وفي حالة من الشغف الدائم للاطلاع على خصوصياتهم، يشعرون بالنشوة والانتصار كلما صُعُب على الآخرين فهمهم وفهم أمورهم حتى وإن كانت تافهة لا تستحق!!... وما يزيد من ضيق وألم هؤلاء الزوجات أن الأمر لا يقف عند حد الغموض فحسب بل يصل في أحيان كثيرة إلى حد التبلد والجمود العاطفي والأنانية والانزواء القاتل الذي يفرضه كل زوج غامض بقصد أو بدون قصد على المحيطين به. الأمر الذي يؤرقهن ويتعبهن كثيرًا، لأن الزوجة بطبيعتها تحب أن يكون لها النصيب الكامل من مشاعر وأحاسيس زوجها، كما تريد أن تكون ملكة قلبه وروحه وأن يشعرها دائمًا وأبدا بالأمان والسكينة والحنان كي تنعم بالاستقرار النفسي والعاطفي في حياتها الزوجية!!.. فكيف يحدث ذلك إذن وهو يسلبها حقها في معرفة أمور عدة ويخفي عليها بعضًا مما لا ينبغي إخفاؤه على شريكة عمره التى اختارها ليركن إليها ويأنس بها ويتبادل معها الحديث في كل شيء دون خجل أو قلق؟!.. قد يحب الزوج الغامض زوجته حبًا جمًا ومع ذلك يحتفظ ببعض الأمور الخاصة به والتي يرى أن من غير المناسب أن يطلع عليها أحد حتى إن كانت زوجته، وليس ذلك من باب شكه فيها أو عدم ثقته بها، وإنما بسبب ما تعوَّد عليه من الأساليب التربوية التى جعلته غامضًا وكتومًا، وهذا أمر يجب على الزوجة أن تدركه جيدًا لأن معرفة الزوجة بطبيعة سلوك وتفكير زوجها تعينها وتساعدها بشكل كبير على فهمه وحسن التعامل معه وعلى كسب وده وقلبه بسهولة.. إحقاقًا للحق.. تتحمل العديد من الزوجات مسؤولية غموض أزواجهن – إذا لم يكن الغموض سمة أساسية من سماتهم الشخصية – فمنهن مَن تفشي أسرار زوجها أمام القريب والغريب ومنهن مَن تقصر في أداء واجباتها تجاه الزوج بعدم الاهتمام بمظهرها ونظافتها ونظافة بيتها، ومنهن مَن لا تجيد حسن الاستماع وتجاذب أطراف الحديث مع زوجها لقلة ثقافتها وضآلة معرفتها بكثير من الأمور الحياتية، وغير ذلك من العيوب والأخطاء التى تُنفِّر وتُبعِد الزوج عن زوجته وتجعله يؤثر السلامة ويكتم ويخفي أسرارًا وأشياءً كثيرة عنها لعدم صلاحيتها لأن تكون الحصن الحصين والأمين بالنسبة له أو الوعاء الذي يحتويه ويحتوي كل ما بداخله من أمور.. فعلى كل زوجة من هؤلاء اتباع التالي: - ينبغي أن تكوني متجددة في مظهرك ومتجددة في أسلوب تعاملك مع زوجك، حتى لا يشعر بالملل. - اعتنِ بنظافتك الشخصية ونظافة بيتك ليحس دائمًا أنكما لا تزالا عروسين. - احفظي أسرار بيتك لتكون بعيدة عن أعين وأسماع الآخرين حتى لا تكون حياتك مكشوفة ومُخترَقة من كل جانب ليثق الزوج بكِ ويطمئن إليكِ. - لا تكوني فضولية، ولا تحاولي بطريقة أو بأخرى اقتحام شيء من خصوصيات زوجك لاجتذاب بعض ما يخفيه في نفسه عنك، لأنكِ لو فعلتِ ذلك رغمًا عنه سيزداد بعدًا وغموضا. - كوني هادئة حكيمة وابعدي عن الصخب والإزعاج والاستفزاز الذي ينفر الزوج ويجعله يكره دخول البيت ويرفض تماما الحديث معكِ في أي أمر سواء كان خاصًا أو عاما. - اعلمي أن الزوج مثلما يطرب لجمال شكل زوجته يطرب أيضًا لجمال روحها وعقلها فعليكِ بالقراءة واكتساب مهارات جديدة لتنمية مداركك، فالحكمة والرأي السديد والرؤية الثاقبة تجذب الزوج وترغبه فيكِ أكثر وتجعلكِ صديقة أيضًا لا زوجة فقط. - عودي نفسك على الابتسامة وبشاشة الوجه وتعلمي مهارات المرح، فبالممازحة والضحك تزيد الألفة والمحبة ويذوب في نفس الوقت شيئًا من جليد الغموض لأن الزوج يحتاج إلى الروح المرحة التى تخفف عنه معاناة وأوجاع كثيرة سواء في العمل أو في حياته بشكل عام.