حين تلقي السلام و لا يجيبك أحد، و إن سألت عن قسم أو شخص قصد خدمة معينة فكأنك ترتكب جريمة أو خطأ لا يغتفر، يتلقون سؤالك بغضب و سخط فظيعين، فتتلقى منهم معاملة تحبطك و كأنك لست إنسانا، لا داعي، فحالتك لن تثير شفقتهم أو رحمتهم رغم أنك لا تصل عندهم إلا مسندا على الآخر أو محمولا على نقالة ، هذا هو حالنا بالمستشفى المدني: لا يوجد شيء - كلشي خاسر- الله يعاون ..لكن شعارنا " الما و الضو غالي علينا" صحيح، الغلاء كابوس يطارد الانسان، لكن عند فقداننا لصحتنا بسبب إهمال الآخر لنا فلا شيء سيقدر بثمن، فعلى سبيل المثال و أنت ببهو البلدية سيلفت نظرك الأخ زكرياء الذي بالأمس كان يناضل من أجل حقه في الشغل، شأنه شأن الكثير منا ممن قدرهم المعاناة قبل تحقيق أي حق، و اليوم قد شاء القدر أن يتعرض إلى الإعاقة بسبب الإهمال و انعدام الوسائل الطبية و التقنية، فلغة المستشفى المدني لغة واحدة: كلشي خاسر ! هكذا قدر المناضل الشريف زكرياء أن يتجرع من الكأس ثانية، كأس الإعاقة ليعيش معاناة أخرى قاومها بالتحدي المستمر. فظلم و معاناة المناضل زكرياء مسؤولية من ؟؟؟ " الما و الضو غالي علينا .." حين يسألني أحدهم عن حال مدينتنا و الإهمال الذي يطالها و عن عدم توفرها لوسائل الترفيه و انعدام النوادي الاجتماعية و خصاص الحدائق يقابلها كثرة المقاهي رغم حجم المدينة الذي لا يسع لحجم نصفها، و حين يسألني عن تشويه صورة المدينة بالأزبال المتراكمة في الأحياء و الشوارع رغم خدمات الصيانة، ترى من المسؤول؟؟؟ " الما و الضو غالي علينا.." حين تصبح على خبر الزيادة في الأسعار و تفاقم ظاهرة الفقر و الإملاق و أمام عجز شامل لقلة الإمكانيات نقول فقط " الما و الضو غالي علينا.." و كأننا وجدنا من نعلق عليه كل همومنا، بصفة عامة فاتورة الكهرباء أصبحت نقاشا واسعا و مشكلا ماديا صعبا لدى جميع المغاربة، لكن حلها يأتي عبر مراحل عدة ، وفروا لنا العيش الكريم، اهتموا بصحة المواطنين، افتحوا باب الحوار الجاد، كفانا إهمالا، هيؤوا لأبنائنا فرص الشغل حتى يستطيعوا أن يفتحوا بيوتهم و يستقروا في عيش كريم، وفروا لهم ظروفا حتى يؤدون فواتيرهم، و لن نقول آنذاك " الما و الضو غالي علينا".